تقارير استخباراتية تشير إلى استعداد واشنطن لصراع مطول مع طهران

إيلاف من طهران: تحذيرات من العيار الثقيل أطلقتها طهران مؤخراً، إذ نقلت قناة “برس تي في” الإيرانية عن مسؤول سياسي رفيع أن بلاده تملك معلومات استخباراتية تؤكد أن الولايات المتحدة تستعد للحرب، وتستخدم الدبلوماسية كغطاء لتحركاتها العسكرية.
في تصريحات بدت وكأنها رسالة مباشرة لواشنطن، قال المسؤول الإيراني إن على طهران أن “تستعد للصراع بدلاً من الانخراط في محادثات لا جدوى منها”، مشيراً إلى أن هدف الأميركيين من الحوار هو “نزع سلاح إيران لتعويض ضعف إسرائيل في الحرب المقبلة”.
وبحسب المصدر نفسه، فإن إيران ترى أن أي جولة تفاوض جديدة يجب أن تتضمن “ضمانات حقيقية وعملية”، تضمن عدم استخدام الحوار كوسيلة للخداع الأمني. وأضاف المسؤول الإيراني أن بلاده لا ترفض منح فرصة للمفاوضات، لكنها تطالب بأن تشمل ملفات حساسة من بينها الترسانة النووية الإسرائيلية، وتعويضات عن “الحرب الأخيرة”.
المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، الذي قاد خمس جولات تفاوض سابقة مع الجانب الإيراني، بات موضع تشكيك، حيث أشار المسؤول الإيراني إلى ضرورة تقديم ضمانات بشأن حياديته، واصفاً إياه بـ”مشعل الحرب أكثر منه وسيطاً”.
هذه التصريحات جاءت بعد يوم من تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترامب، قال فيها إن البرنامج النووي الإيراني “تلقى ضربة لا يمكن إصلاحها” بفعل الهجمات الأميركية في الشهر الماضي، مؤكداً أنه “ليس في عجلة من أمره” لاستئناف المفاوضات مع طهران.
وقد تصاعد التوتر بشكل دراماتيكي في أعقاب الحملة العسكرية الإسرائيلية على إيران، والتي بدأت بعد انتهاء مهلة الستين يوماً التي منحها ترامب لطهران للتوصل إلى اتفاق. ووفق تقارير القناة الإيرانية، أدت تلك الحرب التي استمرت 12 يوماً إلى مقتل المئات من الإيرانيين، بينهم مدنيون وعسكريون وعلماء نوويون، بينما قُتل 27 مدنياً إسرائيلياً في الهجمات الإيرانية الانتقامية.
في 22 يونيو، انضمت الولايات المتحدة رسمياً إلى الحرب، بشن ضربات استهدفت منشآت نووية في أصفهان ونطنز وفوردو، باستخدام قاذفات بعيدة المدى وصواريخ أُطلقت من غواصات. الرد الإيراني بلغ مداه بعد يومين، حين أطلقت طهران صواريخ على قاعدة “العديد” الأميركية في قطر، ما دفع الطرفين للقبول بوقف إطلاق نار رعته واشنطن في 24 يونيو.
رغم الهدوء الهش، لا يبدو أن الدبلوماسية وحدها ستكون كافية لتبديد الشكوك المتبادلة. فإيران، كما توحي تصريحات مسؤوليها، باتت مقتنعة بأن الحوارات ليست سوى غطاء لخطط أشمل، وأن الثقة بواشنطن باتت ترفاً لا يمكنها تحمله في ظل التطورات الأخيرة.