أدوات رقمية تكشف عن إشارات نفسية من سلوكياتنا اليومية وتوفر دعماً مبتكراً للصحة النفسية!

إيلاف من سان فرانسيسكو: في السنوات الأخيرة، تطورت تقنيات رقمية متقدمة قادرة على رصد الإشارات النفسية الدقيقة من خلال سلوك المستخدم اليومي. تعتمد هذه الأدوات على تحليل البيانات التي ننتجها أثناء استخدامنا للهاتف أو الحاسوب، مثل سرعة الكتابة، نمط التصفح، واستخدام اللغة، لرصد التغيرات في المزاج أو الحالة النفسية.
في عام 2021، بدأت جامعات مثل ستانفورد ومعهد MIT العمل على مشاريع بحثية تهدف إلى دمج الذكاء الاصطناعي في أدوات دعم الصحة النفسية، دون أن يكون للمستخدم حاجة للبوح أو الإفصاح المباشر. هذه المشاريع لم تكن مراقبة خفية، بل أدوات علمية صُممت لتكون صديقة ترافقك بصمت.
التطبيقات الذكية مثل Wysa، والروبوتات العلاجية مثل “ثيرابوت” في جامعة دارتموث، أثبتت من خلال تجارب سريرية أنها قادرة على تخفيف أعراض القلق والاكتئاب بنسب ملحوظة. تعتمد هذه الأنظمة على فهم نبرة الصوت، والكلمات المستخدمة، وحتى توقيت التفاعل، لتحديد مؤشرات نفسية أولية.
ما يلفت في هذا التوجّه هو محاولته إعادة تعريف العلاقة بين الإنسان والتقنية؛ ليس باعتبارها جهة مُراقبة أو محللة فقط، بل شريكًا رقميًا لطيفًا يُصغي دون أن يُملي. لا تُصدر أحكامًا ولا تُقدّم تشخيصات جافة، بل تعرض ملاحظاتها بهدوء واقتراحاتها بودّ، كأن تذكّرك بأن تتنفس بعمق بعد يوم طويل، أو أن تهمس لك: “ما رأيك بكوب ماء؟”
وإن رصدت تغيرًا طفيفًا في سلوكك أو نبرة صوتك، فقد تكتفي بلمحة من العناية: “جولة قصيرة قد تُنعشك”، أو “ابدأ بخطوة صغيرة… وكل شيء سيتحسن”. تلك التوصيات ليست أوامر، بل دعم رقمي يشبه صديقًا هادئًا يعرف كيف يقول: “أنا هنا… لأجعل يومك ألطف”.