نسخة رقمية لك تتواصل وتعرض وتُحلل

إيلاف من دبي: من دبي… ثورة الذكاء الاصطناعي تُنجب “أنت آخر” يمكنه حضور الاجتماعات، تقديم المشاريع، وحتى إعطاء الدروس عنك.
نسخة رقمية
لا حاجة للحضور
منذ اليوم، لم يعد حضورك الجسدي ضرورياً لتقديم عرض عمل أو إجراء مقابلة. يكفي أن تملك بضع صور لك، وتسجيلات بصوتك، حتى يولّد الذكاء الاصطناعي “توأماً رقمياً” يشبهك، يتحرّك مثلك، ويتكلم نيابة عنك.
هذه التقنية التي تتسلّل بهدوء إلى حياتنا اليومية باتت متاحة عبر منصات متقدمة، أبرزها “Hedra”، حيث يقوم المستخدم بتحميل صورته الشخصية وتسجيلات صوته، ليُنتج النظام فيديو احترافياً يظهر فيه توأمه الرقمي وهو يتحدث باسم صاحب الصورة.
تقنيات متكاملة
أدوات فائقة الدقة
يعتمد هذا التوأم الافتراضي على حزمة من الأدوات الذكية المتطورة:
ChatGPT وGoogle Gemini لتوليد النصوص والمحتوى
ElevenLabs لاستنساخ نبرة الصوت بدقة
Character-3 لتجسيد الصورة وتحريك الشخصية بناءً على النص
النتيجة؟ مقطع فيديو بدقة 4K وبسرعة 60 إطارًا في الثانية، يُظهر الشخص كما لو كان يتحدث مباشرة، بصوته وتعابير وجهه وحتى حركات جسده.
استخدامات متعددة
تعليم وتسويق وإدارة
باتت هذه التقنية تُستخدم في مجالات متنوعة:
في التسويق: لإنشاء مقاطع دعائية شخصية تخاطب الزبائن.
في التعليم: بدأ الأساتذة بتسجيل محاضرات افتراضية يتحدث فيها “توأمهم” الرقمي.
في الإدارة: تستعين بها الشركات لتقليل الحاجة لحضور المدراء التنفيذيين للاجتماعات.
لا تُختصر الفائدة على اختصار الوقت، بل تتعداها إلى تعزيز الكفاءة وسرعة الردود، خاصة في بيئات العمل الموزّعة أو عندما يكون المستخدم خارج التغطية.
طفرة تقنية
التوأم الذي يتفوق عليك
لكن ما يُثير الدهشة هو الجيل الأحدث من هذه التكنولوجيا: “التوأم الرقمي الفائق”.
لا يكتفي بمحاكاة الإنسان، بل يتجاوزه من خلال قدرة تحليل لحظية للبيانات، والولوج إلى قواعد معلومات خاصة بالشركات، واتخاذ قرارات أو الردود بسرعة ودقة تفوق أحيانًا الموظف الحقيقي.
هذه القدرات تفتح الباب أمام تساؤلات جوهرية: هل ستحل هذه النسخ محلّنا في بيئات العمل؟ وهل نملك حق السيطرة عليها بعد إنشائها؟
مخاوف متصاعدة
الخصوصية والأمان أولاً
رغم الفوائد الواسعة للتوأم الرقمي، تبرز تحديات جدّية تتعلق بالخصوصية وسلامة الاستخدام. فاعتماد الصوت والصورة كمواد خام رقمية يعرض الأفراد لخطر التزوير أو الانتحال، خاصة في ظل غياب تشريعات واضحة تحدد من يملك النسخة الرقمية ومن يحق له استخدامها.
كما أن إمكانية تعديل النسخ الرقمية أو إعادة توظيفها في سياقات خبيثة ــ مثل حملات تضليل أو ابتزاز ــ تجعل من الضروري فرض معايير أمان صارمة، تضمن ألا تتحول هذه التكنولوجيا إلى أداة تهديد للهوية الرقمية أو سمعة الأفراد.
الشركات المطوّرة تؤكد أن التحدّي الأكبر لم يعد تطوير التقنية، بل تقنين استخدامها. فثمة حاجة ملحّة لإطار قانوني يضبط هذه التحوّلات، ويضمن الحقوق والضمانات المرتبطة بالنسخ الرقمية للأشخاص.