كيف كانت استجابة روسيا لترامب بعد “الإنذار الخمسيين يوماً”؟

كيف كانت استجابة روسيا لترامب بعد “الإنذار الخمسيين يوماً”؟

إيلاف من موسكو: تباينت ردود الفعل القادمة من موسكو حيال التصريحات الأخيرة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي تضمنت تهديدات بفرض عقوبات على مشتري الصادرات الروسية وتقديم شحنات أسلحة جديدة لأوكرانيا، إذ تراوحت بين السخرية والقلق الجدي، وسط تشكيك في جدوى مثل هذه التصريحات على مسار إنهاء الحرب الدائرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.

وفي موقف يعكس تحولاً كبيراً في لهجته تجاه موسكو، أعلن ترامب، الإثنين، عن حزمة دعم عسكري جديدة لكييف، ملوّحًا بعقوبات تطال أي طرف يشتري صادرات روسية في حال لم توافق روسيا على اتفاق سلام خلال 50 يوماً، معبراً في الوقت نفسه عن “خيبة أمله” من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، دون أن يصل إلى حد “فقدان الأمل به”.

الكرملين وصف تلك التصريحات بأنها “خطيرة للغاية”. وردّ المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف بالقول: “بعض هذه التصريحات موجهة شخصيًا إلى الرئيس بوتين. نحن بحاجة إلى وقت لتحليل ما قيل في واشنطن، وإذا رأى الرئيس بوتين ضرورة لذلك فسوف يعلّق بالتأكيد”.

وأضاف بيسكوف أن موسكو ترى في القرارات الصادرة من واشنطن وحلف الناتو إشارات على استمرار الحرب، وليس على نية حقيقية للسلام، مجددًا تأكيد الاستعداد الروسي لمواصلة المفاوضات المباشرة مع أوكرانيا، بانتظار ما وصفه بـ”الإشارة من كييف” لتحديد موعد الجولة المقبلة.

في المقابل، جاءت ردود فعل بعض المسؤولين الروس أقل جدية وأكثر تهكمًا. فقد كتب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي دميتري ميدفيديف، عبر منصة “إكس”، أن التهديدات التي أطلقها ترامب هي “مسرحية” لا تستحق الالتفات، مضيفًا بسخرية: “أصدر ترامب تهديداً مسرحياً للكرملين. ارتعد العالم منتظراً للعواقب. أصيبت أوروبا العدوانية بخيبة أمل، أما روسيا فلم تكترث”.

وفي السياق نفسه، علّق نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي كونستانتين كوساشيف عبر “تلغرام” قائلًا إن التصريحات الأميركية “لا تحمل أي جديد”، مشيرًا إلى أن المهل الزمنية التي يتحدث عنها ترامب قد تتغير خلالها المعطيات السياسية والعسكرية بشكل كبير، سواء في ميدان المعركة أو داخل أروقة صنع القرار في واشنطن وبروكسل. وانتقد كوساشيف بشدة ما اعتبره “تورطاً أوروبياً في فخ أميركي”، قائلاً إن الأوروبيين يشترون أسلحة أميركية الصنع لأوكرانيا، بينما المستفيد الوحيد من ذلك هو المجمع الصناعي العسكري في الولايات المتحدة.

ورغم تعثر محاولات السلام السابقة، أعرب بيسكوف عن استعداد موسكو لمواصلة المسار التفاوضي، لكنه أشار إلى أن روسيا لا تزال تنتظر مقترحات عملية من أوكرانيا بشأن موعد الجولة الثالثة من المحادثات. في المقابل، وصف الجانب الأوكراني تلك المحادثات بأنها “عديمة الجدوى” في ظل ما اعتبره غياب تفويض حقيقي لدى المفاوضين الروس، مشيرًا إلى أن الجولتين السابقتين انتهتا بمطالب روسية غير مقبولة بالنسبة لكييف.