محل سكريات مضر؟.. بحث يربط بين المنتجات الصناعية وزيادة خطر الإصابة بورم دماغي خطير!

محل سكريات مضر؟.. بحث يربط بين المنتجات الصناعية وزيادة خطر الإصابة بورم دماغي خطير!

إيلاف من بكين: كشفت دراسة حديثة أجراها فريق بحثي صيني ونُشرت في مجلة Scientific Reports، عن احتمال وجود علاقة بين استهلاك المحلّي الصناعي “الأسبارتام” وتطور ورم الأرومة الدبقية، وهو من أكثر أنواع أورام الدماغ الأولية فتكا.

وأشارت الدراسة إلى أن الأسبارتام، المستخدم على نطاق واسع كمُحلٍّ بديل للسكر في مشروبات “الدايت” وبعض الأدوية والمكملات الغذائية، قد يُحدث تغييرات في بيئة الأمعاء الدقيقة تدعم نمو هذا النوع من الأورام. ووفقاً للتجارب التي أُجريت على نماذج فئران، لوحظ انخفاض في أعداد بكتيريا من فصيلة “ريكنيلات” بعد تناول الأسبارتام، وهي بكتيريا ترتبط اضطراباتها بمشكلات صحية مثل البدانة، ومرض باركنسون، ونقص المناعة المكتسبة.

وذكر الباحثون أن الأسبارتام أدى أيضاً إلى تغييرات في تنظيم الجينات داخل خلايا الورم، مما يشير إلى أن للمحلّي تأثيرًا أبعد من مجرد تأثير موضعي في الأمعاء، بل قد يمتد عبر ما يُعرف بمحور “الأمعاء–الدماغ”، وهو ما يزيد احتمالية مساهمته في تهيئة بيئة خصبة لنمو أورام مثل الأرومة الدبقية، دون الجزم بأنه يسببها بشكل مباشر.

ويأتي هذا الاكتشاف متزامنًا مع تحذيرات سابقة من الوكالة الدولية لأبحاث السرطان، والتي صنّفت الأسبارتام في يوليو 2023 كمادة “يُحتمل أن تكون مسرطنة للبشر”، لكنها أكدت في الوقت ذاته أن الأدلة لا تزال غير قاطعة، مع بقاء الجرعة اليومية المقبولة عند 40 ملغ لكل كيلوغرام من وزن الجسم، ما يعادل نحو 3.2 غرام يوميًا لشخص وزنه 80 كغم.
لكن مع وجود الأسبارتام في العديد من المنتجات اليومية، مثل المشروبات الغازية “الدايت” التي قد تحتوي العبوة الواحدة منها على ما يصل إلى 200 ملغ، يصبح تجاوز هذه الكمية اليومية أمراً وارداً دون وعي المستهلك، بحسب تقرير لـ BBC Health.

من جانبها، أشارت مراجعة علمية نُشرت في المجلة الطبية البريطانية (BMJ) إلى أن معظم الدراسات حول تأثيرات المحليات الصناعية، ومن ضمنها الأسبارتام، تعاني من مشكلات في تصميمها البحثي أو من قلة المشاركين، ما يجعل نتائجها غير حاسمة حتى الآن.

وفي مراجعة أخرى أعدّتها منظمة الصحة العالمية عام 2022، ذُكر أن الاستهلاك المنتظم للمحليات الصناعية قد يكون مرتبطًا بزيادة خطر الإصابة بالسمنة والسكري من النوع الثاني وأمراض القلب، بل وحتى الوفاة المبكرة، لكن التقرير شدد على أن الأدلة لا تزال بحاجة إلى مزيد من البحث والتقييم.

وفي تعليق لخبراء من شركة ZOE المتخصصة في الصحة الغذائية، أوصوا بعدم القلق المفرط من الأسبارتام، لكنهم نصحوا في الوقت نفسه بتقليل الاعتماد عليه، واللجوء إلى نظام غذائي متوازن يحتوي على مكونات طبيعية وغير مُصنّعة، خصوصًا الأطعمة النباتية الطازجة.