ملايين من أجهزة إنترنت الأشياء تواجه اختراقات خفية في مختلف أنحاء العالم

إيلاف من سان فرانسيسكو: الثلاجة تُضيء، الجرس يرن، والمصباح يستجيب لصوتك… كل شيء يعمل كما يجب، لكن خلف هذا الانسياب الذكي، هناك من يختبئ.
موجة جديدة من الهجمات الرقمية انطلقت بهدوء، لا من مواقع مشبوهة أو روابط خادعة، بل عبر شبكة Tor الشهيرة، واستهدفت الملايين من الأجهزة الذكية التي نستخدمها يوميًا دون أن نمنحها كثيرًا من التفكير.
باحثون في الأمن السيبراني كشفوا عن حملة اختراق عالمية طالت أكثر من 12.7 مليون جهاز منزلي ذكي في 148 دولة. المفاجأة أن هذه الأجهزة، من كاميرات مراقبة، أجراس أبواب، مقابس كهربائية، ومصابيح ذكية، لم تكن متصلة بأي سحابة أو نظام أمني مركزي، ما كان يُفترض أنه يمنحها بعض الحماية… لكنها كانت معرضة لهجوم غير متوقع.
هذه الهجمات استهدفت ما يُعرف بـ “إنترنت الأشياء” (Internet of Things – IoT)، وهو مصطلح يشير إلى الأجهزة اليومية المتصلة بالإنترنت مثل المساعدات الصوتية، التكييفات الذكية، وحتى المكانس الآلية. هذه الأدوات الصغيرة تتحول عند تجاهل تحديثاتها أو إعداداتها الأمنية إلى بوابات مفتوحة يمكن استغلالها.
المهاجمون استخدموا عناوين مشفّرة تعمل من داخل شبكة Tor، وهي شبكة توفر خصوصية عالية وتُستخدم للوصول إلى “الويب المظلم”، وقاموا بإرسال أوامر ضارة إلى هذه الأجهزة من خلال ثغرات قديمة في بروتوكولات الاتصال. الأسوأ أن هذه الأجهزة لا تصدر أي إنذار، وتواصل العمل بشكل طبيعي، بينما تنفّذ مهامًا لم يأذن بها صاحبها.
الأبحاث أظهرت أن كثيرًا من هذه الأجهزة تُستخدم كمنصات لإطلاق هجمات على أجهزة وشبكات أخرى في نفس المنزل، أو لجمع بيانات صوت وصورة دون علم المستخدم. المشكلة الحقيقية أن هذه الأجهزة تُصمَّم غالبًا بتركيز على الراحة لا على الحماية، مما يتركها عرضة للثغرات دون أن يشعر المستخدم.
ورغم أن هذه الأجهزة لا تُشعرك بوجود خطر، إلا أن حمايتها ممكنة ببعض الخطوات البسيطة. يُنصح بتحديث برمجياتها دوريًا من موقع الشركة المصنعة، وتعطيل أي خدمات غير مستخدمة مثل الاتصال عن بُعد. كما يُفضل تغيير كلمات المرور الافتراضية فور شراء الجهاز، وعدم تركه متصلًا بالشبكة طوال الوقت دون حاجة. والأهم من ذلك، مراقبة حركة الشبكة المنزلية دوريًا، فبعض التطبيقات البسيطة كفيلة بإظهار من يحاول التسلل دون استئذان.
في هذا الزمن، كل حركة تُسجَّل، وكل لحظة قد تُرصد… فلا تترك حضورك مفتوحًا لمن لا يُعلن وجوده.