هل ضغط ترامب على نتانياهو لوقف إطلاق النار؟… اجتماع متوتر في البيت الأبيض ينتهي دون تصريحات!

هل ضغط ترامب على نتانياهو لوقف إطلاق النار؟… اجتماع متوتر في البيت الأبيض ينتهي دون تصريحات!

إيلاف من واشنطن: مارس الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضغوطاً شديدة على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اجتماعهما الثاني في غضون أقل من 24 ساعة داخل المكتب البيضاوي في البيت الأبيض، في محاولة واضحة لدفع تل أبيب نحو وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وفقاً لما كشفته صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية.

الاجتماع الذي جرى مساء الثلاثاء ركز، بحسب تصريحات ترامب، “بشكل شبه حصري” على الوضع المتدهور في غزة. وقال الرئيس الأميركي: “غزة مأساة. علينا إيجاد حل لها. أنا أريد ذلك، ونتنياهو يريد، وأعتقد أن الطرف الآخر يريد أيضاً”. وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو غادر الاجتماع دون أن يدلي بأي تصريح علني، في ما اعتبره مراقبون دليلاً على التوتر بين الطرفين.

ونقلت شبكة سكاي نيوز البريطانية عن مصادر مطلعة أن إدارة ترامب تعتزم تكثيف الضغط على الحكومة الإسرائيلية لإنهاء الحرب، وقال مصدر أميركي: “بدأ الضغط الأميركي الليلة، وسيكون شديداً”، وهو ما أكده مصدر دبلوماسي شرق أوسطي شارك في الاتصالات.

تزامن ذلك مع وصول وفد قطري إلى واشنطن لعقد محادثات مع مسؤولين أميركيين بشأن صفقة تبادل أسرى محتملة ووقف لإطلاق النار. وتشير المصادر إلى أن الصيغة المطروحة تشمل هدنة تمتد لـ60 يوماً، يتم خلالها إطلاق سراح عشرة أسرى إسرائيليين أحياء على مرحلتين، وإعادة جثث 18 أسيراً آخرين، بالإضافة إلى إطلاق أسرى فلسطينيين وزيادة المساعدات الإنسانية لغزة. ومن المقرر أن تكون واشنطن، بقيادة ترامب، هي الضامن لتنفيذ هذا الاتفاق.

لكن مصادر إسرائيلية كشفت عن عقبة رئيسية تعرقل التوصل إلى اتفاق نهائي، تتمثل في إصرار نتنياهو على الإبقاء على السيطرة العسكرية الإسرائيلية على محور موراج جنوب مدينة رفح – وهو ما تسميه تل أبيب “محور فيلادلفيا 2”. هذا الإصرار، بحسب التقارير، يتعارض مع توصيات المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، ويُنظر إليه كعامل رئيس في تعثر المفاوضات.

وبحسب تقارير إعلامية، فإن بقاء السيطرة العسكرية الإسرائيلية على المحور قد يحول دون تمويل صندوق المساعدات الأميركي للقطاع، نظراً لأن القانون الأميركي يمنع تمويل مشاريع في مناطق تحت الاحتلال العسكري. هذا الواقع قد يدفع الإدارة الأميركية إلى الاستعانة بمنظمات إغاثية دولية كبديل.

في سياق متصل، أعلنت إسرائيل نيتها إقامة ما يسمى “مدينة إنسانية” في رفح، على أنقاض المدينة المدمرة، بحيث تكون بمثابة مجمع مدني خارج سيطرة حركة حماس، ما يعزز فرضية استمرار التواجد العسكري الإسرائيلي في جنوب القطاع.

من جهتهم، ناشدت عائلات الأسرى الإسرائيليين الرئيس ترامب عبر منصة “تروث سوشيال” التدخل لإنهاء الحرب وإتمام صفقة تبادل الأسرى. وقال روتيم كوبر، نجل أحد المختطفين، إن التزام إدارة ترامب “ملموس أكثر من موقف الحكومة الإسرائيلية”، معتبراً أن إنهاء الحرب هو الشرط الأساسي لأي اتفاق.

وكان الاجتماع الرسمي بين ترامب ونتنياهو قد سبقه عشاء مطول حضره وزير الخارجية ماركو روبيو ووزير الدفاع بيت هاسيغاوا. وخلال مؤتمر صحفي مشترك، تهرّب ترامب من الرد المباشر على سؤال حول خطته السابقة المتعلقة بترحيل سكان غزة، وأحال السؤال إلى نتنياهو الذي قال إن رؤيته “تقوم على حرية الاختيار”، مؤكداً أن غزة “يجب ألا تكون سجناً”.

في ختام الجولة الثانية من المحادثات، قال مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إن “عدد القضايا العالقة انخفض إلى واحدة فقط”، معبّراً عن أمله في التوصل إلى اتفاق شامل قبل نهاية الأسبوع، بينما تواصلت المحادثات غير المباشرة بين حركة حماس والجانب الإسرائيلي في العاصمة القطرية الدوحة.