“القبلة كنبيذ مالح يُعزز العطش”.. ما مخاطرها وفوائدها؟

إيلاف من لندن: في واقعة طريفة وغير مألوفة، سجل زوجان تايلانديان رقماً قياسياً عالمياً في أطول قبلة تم توثيقها على الإطلاق، بعد أن استمرت 58 ساعة و35 دقيقة، وفقاً لتقرير نشره موقع RT نقلاً عن مصادر في موسوعة غينيس للأرقام القياسية.
الزوجان إيكاتشاي ولاكسانا تيرانارات خاضا هذه التجربة الشاقة في فبراير عام 2013، حيث ألزمت قواعد المسابقة المشاركين بعدم التوقف عن التقبيل لأي سبب من الأسباب، بما في ذلك الأكل أو الذهاب إلى دورة المياه، وهو ما جعل التحدي صعباً للغاية من الناحية الجسدية والنفسية.
ورغم المدة الطويلة والجهد الكبير، لم تتجاوز جائزة الفوز ما يعادل 3300 دولار أمريكي، وهو مبلغ متواضع مقارنة بالإنجاز المسجل. وقد دفعت خطورة المسابقة القائمين على موسوعة “غينيس” لاحقاً إلى تغيير شروطها، بإتاحة استراحة لمدة 5 دقائق كل ساعة للمشاركين في التحديات الماراثونية المماثلة.
وليست هذه أولى الحوادث المرتبطة بهذا النوع من المنافسات، إذ أُدخل زوجان إسرائيليان إلى المستشفى خلال مشاركة لهما في إحدى المسابقات عام 1999 بسبب الإرهاق، فيما تم إنعاش رجل إيطالي بالتنفس الصناعي في مسابقة عام 2004 بعد تعرضه لنوبة إرهاق مماثلة.
وعلى الرغم من أن الرقم القياسي بقي مسجلاً باسم الزوجين التايلانديين، فإن العلاقة بينهما لم تصمد لسنوات طويلة، حيث افترقا لاحقاً، رغم وصف الزوج لتجربتهما بأنها “فريدة من نوعها”.
الهوس العالمي بتحطيم الأرقام القياسية في القُبل لم يتوقف هناك. ففي جزر المالديف، تم تسجيل أطول قبلة تحت الماء عام 2023 واستمرت أربع دقائق، كما سُجلت قبلة “حارة” لزوجين بعد تناولهما وجبة حارة من الفلفل واستمرت أكثر من 15 دقيقة.
لكن القبل، رغم رومانسيتها، ليست دائماً بريئة من الجانب الصحي. فقد حذرت دراسات طبية من أن قبلة واحدة مدتها 10 ثوانٍ يمكن أن تنقل نحو 80 مليون بكتيريا بين شخصين. وأظهرت دراسة أخرى أن الأزواج الذين يقبلون بعضهم 9 مرات يومياً تتشابه لديهم الميكروبيومات الفموية بشكل كبير.
وفي المقابل، تشير أبحاث في علم النفس وعلم الغدد الصماء إلى أن القُبل العاطفية تساهم في خفض مستوى هرمون التوتر (الكورتيزول)، وزيادة الدوبامين والأوكسيتوسين، ما يُحسّن المزاج ويعزز مشاعر الارتباط. كما أنها تؤثر إيجابياً على نظام القلب والأوعية الدموية عبر إفراز الأدرينالين والنورادرينالين.
ومن أطرف المواقف المرتبطة بالقُبل، ما يوصف بـ”أغلى قبلة في العالم”، حين دفع رجل الأعمال جوني ريم مبلغ 50 ألف دولار في مزاد خيري من أجل تقبيل الممثلة الشهيرة شارون ستون، التي تبرعت بقبلة لمصلحة الأعمال الإنسانية.
أما في الأدب، فكان للقُبل وقع مختلف تماماً. تقول الشاعرة الأمريكية سيلفيا بلاث: “قبّلني، وسترى كم أنا مهمة”، بينما اختصر بابلو نيرودا المشاعر في قوله: “في قبلةٍ واحدة، تعرف كل ما لم أقله”. وذهبت الكاتبة سارة أديسون ألين إلى القول إن “الجنة ستكون مثل القبلة الأولى”، بينما علّقت كولين تيغيردين بأن “قبلتك الأولى مكان جميل لا تزوره إلا مرة واحدة”.
وختم الشاعر الفرنسي إدموند روستان المشهد بقوله: “القبلة سر يُقال للفم لا للأذن”، فيما عبّر مثل صيني عن القُبل بشكل رمزي قائلاً: “القبلة كشربة ماء مالح… تزيد العطش”.