“مقاطعة واحدة أوقفت مصر بالكامل”.. انتقادات شديدة للحكومة ودعوات للاستقالة

إيلاف من القاهرة: وجه النائب المصري ضياء الدين داوود انتقادات لاذعة إلى الحكومة خلال جلسة عاجلة لمجلس النواب اليوم الثلاثاء، على خلفية الحريق الذي اندلع في سنترال رمسيس بوسط القاهرة، واصفًا أداءها بـ”الفشل الذريع”، ومتهماً إياها بالتضليل والغياب عن إدارة الأزمة لما يزيد عن 14 ساعة، بحسب ما نقلته شبكة RT.

وقال داوود إن الحريق ليس مجرد حادث عرضي، بل أظهر هشاشة البنية التحتية للاتصالات في مصر، رغم ما وصفه بـ”المليارات التي أعلنت الحكومة إنفاقها على مشروعات التحول الرقمي”. ووجه تساؤلات مباشرة حول مصير هذه الأموال، منتقدًا الحكومة التي قال إنها “تتفاخر بإنجازات رقمية بينما تتوقف الدولة بأكملها بسبب حريق في مركز اتصالات”.

وفي سياق تحميله المسؤولية للسلطات التنفيذية، اتهم النائب الحكومة بإصدار بيانات “كاذبة ومضللة”، مشيرًا إلى أن غياب المسؤولين عن المشهد الميداني زاد من قلق المواطنين، خاصة في ظل الانقطاع المفاجئ للخدمات الرقمية وتدهور الاتصالات، الأمر الذي دفعه للمطالبة بتحقيق شامل ومحاسبة فعلية تبدأ بتقديم استقالات من اعتبرهم مسؤولين عن “فشل إدارة الأزمة”.

وحذّر داوود من رفع دور الانعقاد البرلماني دون اتخاذ خطوات حقيقية، معتبرًا ذلك “استهانة بإرادة الشعب”، كما دعا إلى تشكيل لجنة برلمانية للتحقيق في الحادث وتحديد المسؤوليات بدقة. وشدد على ضرورة مراجعة منظومة البنية التحتية الرقمية بالكامل، مشيرًا إلى ما وصفه بـ”مخاطر الاعتماد على بنية مركزية هشة”.

وفي مداخلات أخرى، أعرب عدد من النواب عن غضبهم حيال ما وصفوه بالتقصير الحكومي. فقد طالب النائب عمرو درويش بتشكيل لجنة تقصي حقائق فورية واستدعاء وزير الاتصالات لمساءلته، مشيرًا إلى أن “مصر كلها تعطلت بسبب حريق سنترال رمسيس”. أما النائب أحمد فرغلي فذهب إلى أبعد من ذلك، معتبرًا أن “المخالفات التي وقعت تستوجب استجوابًا كامل الأركان”، داعيًا إلى سحب الثقة من الحكومة.

وفي ختام الجلسة، أعلن رئيس مجلس النواب المستشار حنفي جبالي استدعاء وزير الاتصالات لعقد اجتماع عاجل مع لجنة الاتصالات، وقال إن المجلس سيتابع التحقيقات بشكل مباشر، متعهدًا بنقل الحقائق كاملة إلى الرأي العام. وأضاف جبالي أن “ما أوضحه وزير الشؤون النيابية بشأن وقوع ضرر جسيم، يدل على وجود خطأ جسيم لا يمكن أن يمر مرور الكرام”.

كما توجه جبالي بالتعازي لعائلات الضحايا الأربعة الذين لقوا حتفهم جراء الحريق، متمنياً الشفاء العاجل للمصابين، مشددًا على أن البرلمان لن يتوانى عن اتخاذ ما يلزم لضمان المحاسبة والمساءلة.