ثغرات غير مرئية تسمح بتشغيلها عن بُعد دون إشارات أو تنبيهات

إيلاف من سان فرانسيسكو: لا وميض، ولا حتى ضوء أخضر ينبّهك… ومع ذلك، ثمة من قد يراك.
هذا هو الواقع الجديد مع بعض طرازات الحواسيب المحمولة التي باتت عرضة لتشغيل الكاميرا عن بُعد دون علم المستخدم. خبراء في الأمن التقني أكدوا أن مؤشرات التشغيل التقليدية “كضوء الكامير”، لم تعد كافية لضمان الأمان، بعدما نجحت برمجيات متقدمة في تجاوزها وتفعيل العدسة في الخفاء.
في تقرير صادر عن جامعة “جونز هوبكنز”، أوضح الباحثون أن بعض أنظمة التشغيل تسمح بتجاوز مؤشر الضوء المرتبط بالكاميرا، ما يتيح تشغيلها دون أي إشعار. وسبق أن استُخدمت هذه الثغرات في حالات حقيقية، أبرزها حوادث ابتزاز رقمي جرت في الولايات المتحدة خلال عامي 2022 و2023، بعد تصوير الضحايا دون علمهم.
التهديد لا يقتصر على البرمجيات الخبيثة، بل يشمل أيضًا بعض التطبيقات الشائعة التي تطلب صلاحيات دائمة للوصول إلى الكاميرا، حتى بعد إغلاقها. متصفح الإنترنت، تطبيقات الاجتماعات، وبرامج الدردشة، كلها قد تحتفظ بهذه الصلاحيات بصمت، ما يمنحها القدرة على التشغيل الفوري دون موافقة مباشرة في كل مرة.
ورغم سهولة الحلول، إلا أن التهاون ما زال واسع النطاق. قلة من المستخدمين تغطي الكاميرا بعد الاستخدام، أو تراجع إعدادات الوصول في النظام. أما الأكثر خطورة، فهو الاعتماد الكامل على “الضوء الأخضر” كمؤشر أمان، في حين أن الجهات المختصة تؤكد أن هذا الضوء يمكن تجاوزه بسهولة في بعض الطرازات.
لحماية خصوصيتك، يكفي اتباع ثلاث خطوات بسيطة:
1. تغطية الكاميرا ماديًا باستخدام غطاء منزلق أو لاصق معتم.
2. مراجعة إعدادات الأذونات بانتظام، وإلغاء وصول أي تطبيق لا يحتاج الكاميرا فعليًا.
3. استخدام برامج حماية موثوقة تُنبهك عند محاولة تفعيل الكاميرا أو الميكروفون دون إذن.
ما إن تصبح الكاميرا جزءًا من كل جهاز، حتى يصبح كل شيء قابلًا للتصوير… حتى دون إذنك أو علمك. فلا تترك نافذتك الرقمية مفتوحة، فالعين التي خلفها قد لا تنتظر دعوتك.