الصيف ليس خصماً للجفاف فحسب، بل أيضاً للأزواج!

إيلاف من لندن: مع تصاعد درجات الحرارة خلال فصل الصيف، تتعدى التأثيرات الصحية مجرد الشعور بالتعب أو الانزعاج، لتطال جوانب أكثر دقة، من أبرزها الخصوبة لدى الرجال والنساء، بحسب ما يحذر منه مختصون في الطب التناسلي.
فإلى جانب المخاطر المعروفة كالجفاف وضربات الشمس، تكشف دراسات حديثة عن تراجع في معدلات الخصوبة خلال أشهر الصيف، وهو ما يعزوه الباحثون إلى التأثير المباشر للحرارة المرتفعة على جودة الحيوانات المنوية والبويضات على حد سواء.
حرارة الصيف تقلل جودة الحيوانات المنوية
ويوضح الخبراء أن عملية إنتاج الحيوانات المنوية تتطلب درجة حرارة أقل من حرارة الجسم الطبيعية بـ2 إلى 4 درجات مئوية، ما يجعل الخصيتين عرضة للتأثر السلبي عند ارتفاع الحرارة.
ولا يتوقف الضرر على انخفاض عدد الحيوانات المنوية فقط، بل يمتد ليشمل تراجع حركتها، وازدياد نسبة التشوهات فيها، بل وحتى تلف الحمض النووي، مما يؤثر مباشرة على فرص الإخصاب.
تأثر جودة البويضات والهرمونات الأنثوية
أما لدى النساء، فيرتبط الحر الشديد بزيادة الإجهاد التأكسدي في الجسم، ما قد ينعكس سلبا على جودة البويضات. وتُعد بصيلات البويضات حساسة للغاية لتقلبات الحرارة، خاصة خلال فترة الإباضة. كما يؤدي الأرق الناتج عن الطقس الحار إلى ارتفاع مستويات هرمون الكورتيزول، والذي قد يخل بالتوازن الهرموني الضروري لحدوث الحمل.
توصيات لتعزيز الخصوبة خلال الصيف
ولمواجهة هذه التحديات، يقدم الأطباء مجموعة من النصائح التي يمكن أن تساهم في تعزيز فرص الإنجاب:
• ترطيب الجسم بانتظام: لدعم صحة الأغشية المخاطية ونقل الهرمونات.
• تجنب الحرارة الزائدة: من خلال الحفاظ على درجة حرارة مريحة في المنزل والعمل، وتبريد نقاط معينة بالجسم مثل القدمين والمعصمين.
• تحسين جودة النوم: عبر الاستحمام بماء فاتر قبل النوم وتجنب استخدام أجهزة التدفئة أو البطانيات الثقيلة.
• الابتعاد عن مصادر الحرارة المباشرة: مثل أحواض المياه الساخنة، الساونا، اليوغا الساخنة.
• الرجال خاصة: يُنصحون بتفادي الملابس الضيقة واستخدام الكمبيوتر المحمول مباشرة على الحضن، لأن هذه العوامل تؤدي إلى رفع حرارة الخصيتين.
• الرياضة بعقلانية: يوصى بممارستها في أوقات معتدلة الحرارة وتجنب النشاط البدني الشاق في الأجواء الحارة.
• التغذية الجيدة: لا سيما تناول مضادات الأكسدة، بالإضافة إلى فيتامين D، الكالسيوم والمغنيسيوم، والتي تلعب دورًا مهمًا في دعم جودة الحيوانات المنوية والبويضات.
الوقاية ليست موسمية
ويشدد الأطباء على أن هذه النصائح لا تقتصر أهميتها على فصل الصيف فقط، بل ينبغي أن تصبح جزءاً من نمط الحياة الصحي الداعم للخصوبة طوال العام. فالحفاظ على حرارة الجسم ضمن المعدلات الصحية ليس مسألة رفاهية، بل خطوة جوهرية نحو مستقبل إنجابي آمن وصحي.