بحث يكشف أن تغييرًا طفيفًا يسهم في تنظيم مستويات السكر في الدم

بحث يكشف أن تغييرًا طفيفًا يسهم في تنظيم مستويات السكر في الدم

إيلاف من لندن: ليس في المختبرات فقط تُكتشف المفاتيح الصحية الجديدة، بل أحيانًا في توقيت بسيط كأن تنهض من كرسيك بعد العشاء بعشر دقائق فقط.

في دراسة حديثة نُشرت هذا الأسبوع في مجلة Scientific Reports، سلّط الباحثون الضوء على علاقة زمنية دقيقة بين توقيت الحركة بعد الأكل ومدى تأثيرها على مستويات السكر في الدم. الدراسة كانت صغيرة من حيث عدد المشاركين—12 شخصًا فقط—لكن نتائجها قد تعني الكثير لكل من يتعامل يوميًا مع تحديات تنظيم الغلوكوز.

بين “الآن” و”بعد قليل”… فارق بيولوجي واضح

قسم الباحثون المشاركين إلى مجموعتين: الأولى بدأت المشي لمدة 10 دقائق مباشرة بعد تناول الجلوكوز، والثانية انتظرت 30 دقيقة ثم قامت بمشي أطول استمر 30 دقيقة.

النتائج لم تكن متوقعة: المشي القصير والفوري تفوق على المشي الطويل المتأخر في تقليل ذروة السكر في الدم بعد الأكل. حتى المشاركون أنفسهم وصفوا المشي المباشر بأنه “أسهل”، رغم أنه جاء بعد وجبة ثقيلة نسبيًا.

هذا التباين ليس فقط دليلاً على فاعلية التوقيت، بل يفتح بابًا مهمًا في علم السلوك الصحي: أن الذكاء في التصرّف أحيانًا يتفوّق على الجهد الزائد.

لماذا هذا مهم؟

في عالم يضجّ بتوصيات متضاربة حول النظام الغذائي، والنشاط، ومقاومة السكري، تأتي هذه الدراسة لتقدّم فكرة واحدة بسيطة: لا تحتاج إلى خطوات كثيرة، فقط إلى توقيت دقيق.

فوجبة غنية بالكربوهيدرات—مثل الخبز، الأرز، أو المعكرونة—تُعرف بتسببها في ارتفاع سريع للغلوكوز، ما يضع ضغطًا إضافيًا على البنكرياس. لكن حركة خفيفة بعد الوجبة يمكن أن تُغيّر منحنى السكر بشكل ملموس، وتُسهّل على الجسم مهمة التنظيم.

توصية بدون إنذار

لا حديث هنا عن رياضة عنيفة، ولا عن “حرق سعرات”، بل عن دقائق معدودة من المشي بعد الوجبة—يفضّل أن تكون قبل أن تغسل الأطباق أو تتكئ على الكنبة.

وللمفارقة، أظهرت البيانات أن حتى المشي المتأخر (بعد نصف ساعة) كان مفيدًا، لكنه لم ينجح في تقليل ذروة السكر بنفس فعالية المشي المباشر، ما يؤكد على أن لحظة اتخاذ القرار أهم من مدته.

* الدراسة: Scientific Reports, تموز (يوليو) 2025