لن أستمع لنصائح شخص مثلك!

إيلاف من إشبيلية: شهد المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية، الذي عُقد في مدينة إشبيلية الإسبانية، مشادة كلامية لافتة بين الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، بعدما وجه بيترو انتقادات حادة للدول الغربية، متهمًا إياها بالتمييز بين دول الشمال والجنوب في التعامل مع جائحة كوفيد-19 وتوزيع اللقاحات.
ووفقًا لما نقلته قناة RT الروسية، قال بيترو في كلمته: “عندما كان الناس يموتون بسبب كوفيد، كم من الوقت استغرق وصول اللقاح إلى بلد ما مقارنة بآخر؟ لقد وصل أولاً إلى الولايات المتحدة وأوروبا، بينما وصل أخيرًا إلى الدول الفقيرة. كم من الوفيات غير الضرورية حدثت؟”.
Mi debate con el presidente de Francia, Macron pic.twitter.com/zUaUtLXKVy
— Gustavo Petro (@petrogustavo) July 1, 2025
وأضاف أن “عدد الوفيات في أوروبا كان أقل بكثير مقارنة بالدول الفقيرة”، معتبرًا أن السوق العالمية هي التي حددت وتيرة توزيع اللقاحات.
كما دعا الرئيس الكولومبي إلى إعادة أزمة المناخ إلى صدارة الأجندة الدولية، منتقدًا في الوقت ذاته تصاعد الخطاب المعادي للمهاجرين في دول الشمال، الذي وصفه بأنه أصبح وسيلة لتحقيق مكاسب انتخابية. وقال: “قبل ثلاث سنوات كانت أزمة المناخ هي القضية الأولى في المحافل الدولية، أما اليوم فقد أصبحت الهجرة هي الموضوع الرئيسي، ويتم كسب الأصوات من خلال معاداة المهاجرين”.
Los petristas aman hablar de peinadas, pero esto que le hace Macron a Petro es ponerlo en su lugar.
A Petro le encanta generalizar simplificar realidades políticas para victimizarse y crear hombres de paja dónde su visión ideológica es victoriosa. pic.twitter.com/YdCgKrwzfc
— Sergio Guzmán (@SergioGuzmanE) July 3, 2025
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي بدا عليه الامتعاض من تصريحات نظيره الكولومبي، سارع إلى الرد قائلاً: “من الغريب أن أتلقى دروسًا فقط لأنني من الشمال. لا أقبل تلقي الدروس بهذا المنطق”.
وأضاف: “لدينا في أوروبا سياسيون لا يسايرون خطاب الكراهية تجاه المهاجرين، ويحاربون اليمين المتطرف بشدة. دعونا لا نبسط واقعنا السياسي”.
وواصل ماكرون الدفاع عن الموقف الأوروبي بالقول: “أنت (يقصد بيترو) أول من تحدث عن الهجرة في هذا الاجتماع، لم يذكرها أحد قبلك. نحن لسنا مهووسين بها”.
كما شدد على رفضه تقسيم العالم إلى شمال وجنوب، مشيرًا إلى أن “التعاون المشترك هو السبيل لتحقيق نموذج عالمي جديد، دون اللجوء إلى تبسيط مفرط للواقع”.
وعقب الجدل، وصف بيترو النقاش مع ماكرون بأنه “أفضل نقاش أجراه في المحافل الدولية”، مؤكدًا أن الرئيس الفرنسي “صديقه” رغم أنه “أزعجه قليلًا”. كما انتقد ما وصفه بـ”الطابع الأوروبي المفرط للمؤتمر”، في إشارة إلى سيطرة الطرح الغربي على نقاشاته.