كاثرين تستعرض “أصعب الفترات” بعد تجربتها مع الكيميائي وتزرع زهورًا تحمل اسمها.

إيلاف من إسيكس: عادت كاثرين، أميرة ويلز، إلى الظهور العلني لأول مرة بعد غيابها المفاجئ عن فعالية “رويال أسكوت” قبل أسبوعين، من خلال زيارة قامت بها إلى مستشفى كولشيستر في جنوب شرق إنجلترا، في خطوة لافتة اتسمت بصراحة غير معتادة، حيث تحدثت عن تجربتها الشخصية مع العلاج الكيميائي، ووصفت المرحلة التالية منه بأنها “صعبة للغاية”.
وجاءت هذه الزيارة في إطار فعالية نظمها قصر كنسينغتون للاحتفاء بما وصفه بـ”القوة العلاجية المذهلة للطبيعة”، حيث التقت الأميرة بعدد من المرضى والكوادر الطبية في مركز متخصص بعلاج السرطان، وتحدثت بانفتاح عن التحديات التي تواجه المتعافين، مشيرة إلى أن المرء “يتظاهر بالشجاعة والصمود طيلة فترة العلاج”، ثم ما يلبث أن يصل إلى نهايته ليظن – ربما بسذاجة مأمولة – أن الأمور ستعود إلى نصابها الطبيعي، لتُفاجئه الحقيقة بشيء مختلف تمامًا. فقد قالت: “تتظاهرون بالشجاعة والصمود خلال العلاج، وينتهي العلاج ثم تشعرون وكأنكم تقولون: أستطيع المضي قدمًا والعودة إلى طبيعتي”، لكنها أتبعت ذلك باعتراف أكثر واقعية: “لكن في الواقع، المرحلة التي تلي العلاج صعبة للغاية، فأنتم لا تعودون بالضرورة تحت إشراف الفريق الطبي، لكنكم لا تستطيعون العمل بشكل طبيعي في المنزل كما كنتم تفعلون في السابق”.
وأضافت الأميرة، التي بلغت عامها الثالث والأربعين، بأن للطبيعة دورًا جوهريًا في عملية الشفاء، ليس فقط على المستوى الجسدي، بل النفسي أيضًا، مشددة على الأثر المباشر الذي لمسته بنفسها خلال مراحل مرضها وعلاجها خلال العام المنصرم، في ما يشبه الاعتراف الضمني بأن المساحات الخضراء ليست رفاهية، بل ضرورة ضمن مسار التعافي.
وكانت كيت قد أعلنت، في آذار (مارس) من عام 2024، عن إصابتها بمرض السرطان، وبدئها رحلة العلاج الكيميائي، ما أدى إلى انسحابها من الحياة العامة لفترات طويلة، واقتصرت ظهوراتها العلنية بعد ذلك على مناسبات معدودة. وفي أيلول (سبتمبر)، أعلنت رسمياً انتهاء مرحلة العلاج.
ورغم عودتها التدريجية للمشاركة في المناسبات العامة منذ مطلع هذا العام، أفاد قصر كنسينغتون بأن كيت لا تزال تتابع مسار التعافي، وتسعى إلى “إيجاد التوازن المناسب” بين واجباتها الرسمية وحاجتها إلى الراحة، بما ينسجم مع ظروفها الصحية.
ولم تخلُ الزيارة من بعد رمزي أنيق، حيث تزامنت مع حدث خاص تمثل في استقبال مستشفى كولشيستر تبرعًا من “الجمعية الملكية للبستنة”، تضمّن خمسين شتلة من وردة هجينة جرى تطويرها خصيصًا لتحمل اسمها الرسمي: “وردة كاثرين”. وقد زُرع عدد من هذه الشتلات في الحديقة العلاجية التابعة للمستشفى، في إشارة واضحة إلى أن الجمال قد يكون أيضًا جزءًا من العافية.
ومن المقرر أن تُخصص عائدات بيع هذه الورود لصالح جمعية “رويال مارسدن” الخيرية، المعنية برعاية مرضى السرطان، وذلك لتمويل برنامج متخصص يُعنى بمساندة المرضى في التكيّف مع تحديات الواقع الصحي، سواء خلال فترة العلاج أو بعدها، في مبادرة تمزج بين العطاء الرمزي والدعم العملي الفعلي.