التكنولوجيا تحدد الوقت الأمثل لامتصاص الفيتامينات

التكنولوجيا تحدد الوقت الأمثل لامتصاص الفيتامينات

إيلاف من سان فرانسيسكو: هل شعرت يومًا أن فيتاميناتك لا تحدث فرقًا؟ لا تتسرّع في الحكم، فالمشكلة قد لا تكون في النوع… بل في التوقيت. في اكتشاف جديد بدأ يتسلّل إلى المختبرات الطبية وتطبيقات الصحة، تبيّن أن توقيت تناول الفيتامينات يؤثّر بشكل مباشر على امتصاص الجسم لها، وأن بعض الأجسام تحتاج توقيتًا خاصًا بحسب نمط النوم، معدل النشاط، وحتى التوقيت البيولوجي اليومي (circadian rhythm).

الأمر لم يعد مجرد “خذ فيتامين C مع الإفطار” أو “تناول الماغنيسيوم قبل النوم”… بل دخلت التكنولوجيا على الخط. تطبيقات مثل WHOOP، Oura Ring، وApple Health بدأت فعليًا بتقديم توصيات ذكية مستندة إلى بياناتك الشخصية، مثل معدل نبضك، جودة نومك، مستوى التوتر، ونشاطك البدني.

والأكثر إدهاشًا؟ بعض المنصات بدأت بربط التوصيات بالموقع الجغرافي وكمية ضوء الشمس التي تتعرّض لها، لتحديد ما إذا كان جسمك يحتاج فيتامين D هذا اليوم… ومتى. وفي دراسة حديثة نُشرت في مجلة Cell Reports Medicine، تبيّن أن توقيت الفيتامين يؤثر بنسبة تصل إلى 35% في فاعليته، مقارنة بتناول نفس الجرعة في وقت غير مناسب.

الفكرة أصبحت أقرب إلى “برمجة غذائية ذكية”، تعتمد على التوقيت وليس فقط على الجرعة. مثلًا: الحديد يُفضل تناوله في الصباح على معدة فارغة، لكن إذا كنت مرهقًا، قد يُوصى به بعد وجبة خفيفة. المغنيسيوم مرتبط بالاسترخاء، لكن توقيته قد يُغيّر حسب جودة نومك السابقة. فيتامين B12 لا يُنصح به ليلًا لأنه قد يعكّر نومك، حتى لو كنت بحاجة إليه.

ومع تطور الأنظمة الذكية لتحليل البيانات الصحية والذكاء الاصطناعي، ستتمكن قريبًا من الحصول على إشعار من هاتفك أو ساعتك الذكية: “الآن هو أفضل وقت لجسمك لتناول فيتامين D” ، بناءً على حالتك، وليس جدولًا عامًا. ورغم أن هذه التكنولوجيا لا تزال في بداياتها، إلا أنها تغيّر بشكل جذري طريقة فهمنا للتغذية اليومية.

فجسمك لا يحتاج فقط للفيتامينات… بل يعرف متى يحتاجها، والتكنولوجيا أصبحت تُترجم تلك الإشارات لك بدقة لم تكن ممكنة من قبل. وربما نحن في زمنٍ ازدحم بمنبّهات الهواتف وإشعاراتها المزعجة، وبتنا نتجاهل أغلبها… لكن هذه واحدة تستحق أن نصغي لها.