تحذيرات في إسرائيل بشأن مشروع مصري كبير قد يهدد أمنها

تحذيرات في إسرائيل بشأن مشروع مصري كبير قد يهدد أمنها

إيلاف من تل أبيب: كشفت تقارير إعلامية، من بينها صحيفة “يسرائيل هيوم” الإسرائيلية، أن مصر تدرس مشروعًا طموحًا لتحويل منخفض القطارة في الصحراء الغربية إلى بحيرة صناعية ضخمة، من خلال إنشاء قناة أو نفق يربط بين البحر المتوسط والمنخفض الواقع على بُعد 300 كيلومتر جنوب غرب الإسكندرية.

ويمتد منخفض القطارة على مساحة تزيد عن 19 ألف كيلومتر مربع ويصل عمقه إلى 133 مترًا تحت سطح البحر، ومن المتوقع أن تُستخدم البحيرة الصناعية التي ستتشكل في توليد الطاقة الكهرومائية، وتحسين المناخ المحلي بزيادة الرطوبة، بالإضافة إلى دعم السياحة وصيد الأسماك.

ومع ذلك، أبدى التقرير تحذيرات بشأن الآثار البيئية والجيوسياسية للمشروع، ومنها:
• تدمير النظم البيئية الصحراوية نتيجة غمر الأراضي بالمياه المالحة، ما قد يؤدي لانقراض أنواع نادرة من الكائنات.
• تلوث المياه الجوفية بفعل تسرب الملوحة، مما يهدد مصادر المياه في القرى والواحات المجاورة.
• تأثيرات مناخية محلية محتملة مثل زيادة الرطوبة وتغير أنماط الأمطار، قد تمتد إلى مناطق مجاورة.
• تكوّن مستنقعات ملحية سامة بسبب التبخر السريع، ما يشكل خطراً صحياً محتملاً.
• الحاجة لبنية تحتية ضخمة من قنوات ومحطات ضخ قد تؤدي إلى زيادة الانبعاثات الكربونية.

في المقابل، أشارت الصحيفة إلى فوائد متوقعة للمشروع، مثل توليد الكهرباء عبر الطاقة الكهرومائية، وتحسين المناخ المحلي، وتطوير السياحة، بالإضافة إلى إنتاج الملح وتوفير مناطق صيد واسعة.

ويأتي هذا المشروع في ظل توترات إقليمية حول الموارد المائية، لا سيما في سياق خلافات سد النهضة الإثيوبي وتأثيره على مياه النيل التي يعتمد عليها 90% من سكان مصر.

ومن جهتها، لم تصدر الحكومة المصرية أي قرار رسمي بشأن تنفيذ المشروع، حيث يظل قيد الدراسة منذ عقود، إذ تعود فكرة منخفض القطارة إلى عشرينيات القرن الماضي، لكن التكاليف والتحديات الفنية حالت دون البدء فيه.

ويرى خبراء بيئيون وهندسيون ضرورة إجراء تقييمات دقيقة للآثار البيئية والاقتصادية للمشروع، مع الالتزام بالمعايير الدولية وحماية التنمية المستدامة، مؤكدين أن هناك عقبات مالية وتقنية وبيئية كبيرة يجب تجاوزها قبل المضي قدمًا.

يُذكر أن منخفض القطارة يعد من أكبر المنخفضات الصحراوية في العالم، وقد أثارت فكرة تحويله إلى بحيرة صناعية جدلاً واسعًا بين مؤيدين يرون فيه مشروعًا تنمويًا عملاقًا، ومعارضين يحذرون من تداعياته البيئية غير المحسوبة.