مشروع إسرائيلي يثير قلق مصر والأردن.. ماذا تخطط له تل أبيب وواشنطن بعد الهجوم على إيران؟

إيلاف من تل أبيب: كشفت دراسة إسرائيلية صادرة عن معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب عن قلق متصاعد في كل من مصر والأردن من تحوّل إقليمي يعزز هيمنة إسرائيل بعد الحرب الأخيرة مع إيران.
وأعدت الدراسة السفيرة الإسرائيلية السابقة في القاهرة أميرة أورون، والباحث المتخصص في الشأن المصري أوفير وينتر، ونشرتها صحيفة هآرتس العبرية تحت عنوان: “بعد الحرب مع إيران.. إسرائيل تخطط لشرق أوسط جديد”.
وأوضحت الدراسة أن القاهرة وعمان تنظران بقلق إلى المشهد الإقليمي الجديد، رغم ترحيبهما بوقف إطلاق النار الذي جنّب المنطقة سيناريوهين خطيرين: حرب شاملة متعددة الجبهات، أو استنزاف طويل الأمد مصحوب بأزمة اقتصادية وتراجع في إمدادات الطاقة. وبحسب الدراسة، لا تكمن المخاوف الأردنية والمصرية في الضربات التي استهدفت البنية النووية الإيرانية، بل في احتمال أن تستثمر إسرائيل هذه المواجهة لتعزيز سيطرتها الإقليمية.
وفي هذا السياق، قال الدكتور محمد عبود، أستاذ اللغة العبرية والشؤون الإسرائيلية بجامعة عين شمس، في تصريحات لقناة RT، إن الدراسة “تبدو ظاهريًا ودودة”، وتحث الحكومة الإسرائيلية على “مراعاة مخاوف” دول الجوار العربي إذا كانت جادة في تحقيق سلام إقليمي. إلا أن عبود يرى أن ما بين السطور يكشف عن رؤية أكثر خطورة.
وأوضح عبود أن الدراسة تستند إلى فرضية أن ميزان القوى في الشرق الأوسط قد انقلب لصالح إسرائيل بعد تقويض بعض ركائز النفوذ الإيراني في المنطقة. كما أنها تدعو – بشكل غير مباشر – مصر والأردن إلى التكيّف مع “النظام الإقليمي الجديد” الذي تقوده إسرائيل، بدلاً من مواجهته أو مقاومته.
تهميش للقضية الفلسطينية ودعوة للتنسيق دون التزامات
وأشار عبود إلى أن الدراسة تعرض “التنسيق الأمني” مع إسرائيل كحل وحيد أمام الدول العربية، دون تقديم أي التزامات مقابلة من جانب تل أبيب بشأن وقف الاستيطان في الضفة الغربية، أو التهجير، أو تغيير الوضع القائم في القدس المحتلة. كما تتناول القضية الفلسطينية كملف ثانوي يجب “إدارته” من قبل الدول العربية لتفادي أي فوضى داخلية، وفقًا لما ورد في الدراسة.
وأضاف أن مصر والأردن يُطلب منهما في الدراسة لعب دور رئيسي في “احتواء” أي رد فعل فلسطيني غاضب، في تجاهل واضح للسياسات الإسرائيلية التي تسببت في هذا الغضب، قائلاً: “كأن المشكلة في الفلسطينيين أنفسهم، لا في الاحتلال وسياساته”.
مشروع هيمنة بلا ضمانات
واختتم الدكتور عبود حديثه لـRT بالتأكيد على أن ما هو أخطر في الدراسة هو أنها تمثل رؤية إسرائيلية للمرحلة التالية لما بعد المواجهة مع إيران، وتسعى لترويج مشروع إسرائيلي–أمريكي جديد يكرس الهيمنة الإسرائيلية، ويدعو الدول العربية للدخول فيه كشركاء صغار، من دون أي تغيير حقيقي في السياسات الإسرائيلية أو تقديم ضمانات متعلقة بالقضية الفلسطينية أو الأمن القومي العربي.
كما أشار إلى أن الدراسة تتجاهل الثوابت السياسية المصرية والأردنية، مثل: التمسك بحل الدولتين، ورفض التوطين، ورفض أي ترتيبات تهدد الأمن القومي أو تمس الهوية الإقليمية للبلدين.