بريطانيا تواجه موجة حر غير عادية.. كيف تعاملت لندن مع الوضع؟

بريطانيا تواجه موجة حر غير عادية.. كيف تعاملت لندن مع الوضع؟

إيلاف من لندن: سجّلت العاصمة البريطانية لندن، اليوم، أعلى درجات حرارة في المملكة المتحدة خلال العام 2025، حيث بلغت 34.7 درجة مئوية في حديقة سانت جيمس، بحسب ما أعلنت هيئة الأرصاد الجوية البريطانية (Met Office). يأتي هذا الارتفاع في ظل موجة حر أوروبية أوسع، صنفتها منظمة الأرصاد العالمية بأنها “الوضع الطبيعي الجديد” المرتبط بتغير المناخ.

ويأتي تسجيل هذه الدرجة القياسية بعد أيام قليلة من تأكيد الهيئة نفسها أن شهر حزيران (يونيو) الماضي كان الأشد حرارة منذ بدء تسجيل البيانات المناخية في البلاد. ورغم أن هذه الدرجة قد تبدو معتادة في بعض البلدان العربية، فإنها تُعد استثنائية في السياق البريطاني، لا سيما بسبب طبيعة البنية التحتية والسلوك المعيشي في المدن الكبرى مثل لندن.

في هذا الإطار، وجّهت المدارس في العاصمة رسائل إلى أولياء الأمور تطلب فيها اتخاذ تدابير وقائية، منها التأكد من وضع واقٍ شمسي للأطفال، وتشجيعهم على ارتداء القبعات وتجنب التعرض المباشر للشمس خلال فترات الذروة. كما أدرجت مدارس عديدة حصص سباحة وأنشطة مائية ضمن جداولها اليومية، وقررت حصر أنشطة اللعب داخل المباني، في محاولة للحد من الآثار الصحية للموجة الحارة.

وتواجه لندن صيفًا صعبًا نتيجة غياب أجهزة التكييف في معظم وسائل النقل العام والمنازل، وهو ما يعود إلى التصميمات العمرانية التي تعود إلى منتصف القرن العشرين، حين كان الطقس البارد هو القاعدة السائدة. فقد شُيّدت غالبية الأبنية في العاصمة خلال الفترة الممتدة بين أربعينيات وستينيات القرن الماضي، وهي مصممة للاحتفاظ بالحرارة، ما يفاقم الإحساس بالاختناق خلال فترات الحر الطويلة.

وفي هذا السياق، أوضحت خبيرة الأرصاد الجوية جو روبنسون، في تصريح لقناة Sky News، أن الشعور بالحرارة في المملكة المتحدة لا يعتمد فقط على درجة الحرارة المُقاسة، بل يتأثر بعوامل عدة أبرزها الرطوبة، والبنية التحتية للمباني، وقلة التهوية. وأضافت: “غالبًا ما يرتبط الأمر بعدة عوامل… وأحد أبرزها هو الرطوبة”.

وتشير التوقعات إلى استمرار موجات الحر خلال شهري تموز (يوليو) وآب (أغسطس)، مع احتمال تسجيل درجات حرارة مماثلة أو أعلى، وفق تحذيرات هيئة الأرصاد البريطانية.

وبينما اعتاد سكان لندن على الترقب الإيجابي لظهور الشمس في معظم أيام السنة الرمادية، بدأت مشاعر الترقب تلك تتحول إلى قلق متصاعد، مع تزايد عدد الأيام التي تتجاوز فيها درجات الحرارة المعدلات التاريخية، ما دفع البعض للتعبير عن رغبتهم في “انتهاء الصيف في أقرب وقت ممكن”.