التسمم الكحولي في الأردن: تداخل بين الأحكام القانونية والأخلاقية والدينية

إيلاف من لندن: تفاعلت قضية التسمم بالكحول الميثيلي ( الميثانول) التي راح ضحيتها العديد من الأشخاض بين وفاة وإصابات مرضية على صعيد أوسع في الأردن.
ومع إحالة القضية إلى مدعي عام محكمة الجنايات الكبرى، تداخلت في القضية الأمور القضائية والتصنيعية والشرعية بين الحلال والحرام عبر بيان لرابطة علماء الدين الأردن.
وقال رئيس النيابات العامة الدكتور نايف السمارات، إن النيابة العامة تسلمت صباح اليوم الثلاثاء، ملف قضية الخمور.
وبين السمارات لموقع (عمون)، أنه تم تشكيل لجنة تحقيق مكونة من ثلاثة مدعين عامين لدى محكمة الجنايات الكبرى لمباشرة التحقيقات والإجراءات القانونية حسب الأصول.
احالة للمحكمة
وقال الناطق الاعلامي باسم مديرية الامن العام الأردنية إن فريق التحقيق في قضية التسمم بمادة الكحول الميثيلي ( الميثانول ) انهى كافة تحقيقاتهم وتمت احالة اوراق القضية وكافة الاطراف صباح اليوم الى مدعي عام محكمة الجنايات الكبرى للنظر فيها .
وأكد الناطق الاعلامي انه لا اصابات جديدة بسبب تناول تلك المادة وان كافة الاصابات التي سجلت يوم امس كانت في لواء ديرعلا وتعود لتناول تلك المشروبات في احدى المناسبات يوم الجمعة الماضية، حيث اسعف وراجع المستشفى 32 شخصا جميعهم ممن تناولوا المشروبات في تلك المناسبة .
وأشار الى ان فرق التحقيق وبمرافقة مندوبين من مؤسسة الغداء والدواء قاموا بسحب كافة منتجات المصنع من الاسواق والتحفظ عليها.
وبين انه لغاية الان نتج عن الحادثة 9 وفيات و 47 اصابة جميعها قيد العلاج باستثناء ثلاثة اشخاص تبين بالفحوصات المخبرية خلو عيناتهم من الميثانول.
رابطة العلماء
وإذ ذاك، أعربت رابطة علماء الأردن عن بالغ قلقها وأسفها إزاء ما تم تداوله مؤخرًا من حالات تسمم متكررة بسبب تعاطي أنواع فاسدة من الخمور، وما رافقها من تصريحات رسمية رأت فيها الرابطة تعارضًا صريحًا مع أحكام الشريعة الإسلامية ومقاصدها.
وفي بيان صادر عنها، أكدت الرابطة أن تحريم الخمر ثابت بنصوص قطعية في القرآن الكريم والسنة النبوية، مشيرة إلى قول الله تعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [المائدة: 90]، وما ورد عن النبي محمد من لعنٍ لكل من يتعامل مع الخمر بأي شكل من الأشكال، من شربٍ أو بيعٍ أو نقل.
واستنكر البيان بشدة ما وصفه بـ التصريحات غير المسؤولة التي دعت إلى اختيار أنواع جيدة من الخمور، معتبرًا أن ذلك يمثل اعتداءً صريحًا على كلام الله وسنة نبيه، وتشجيعًا ضمنيًا على تعاطي محرم معلوم من الدين بالضرور.
كما رفضت الرابطة المقترحات الرامية إلى تنظيم بيع الخمور عبر بطاقات تحدد السن والكمية والنوع، واعتبرت ذلك انحرافًا خطيرًا عن الحكم الشرعي وتطبيعًا مع منكر عظيم يهدد البنية القيمية والأخلاقية للمجتمع.
وفيما يتعلق بالتفاعل المجتمعي مع ضحايا التسمم، شددت الرابطة على ضرورة تجنب الشماتة والتشفي، مؤكدة أن التحذير من المعصية لا يبرر الإساءة للمتأثرين بها، بل يستدعي الدعاء لهم والاعتبار مما حدث.
ودعت الرابطة أبناء الوطن إلى نبذ آفة الخمر بجميع صورها، مشيرة إلى آثارها الصحية والاجتماعية المدمرة، مثل تشمع الكبد، واضطرابات الجهاز العصبي، والانهيار الأسري، والانتحار، والجريمة.
وفي ختام البيان، شددت رابطة علماء الأردن على أن الحفاظ على ثوابت الدين، وصون المجتمع من هذه الآفات، مسؤولية شرعية ووطنية مشتركة تستوجب تضافر جهود العلماء، وصنّاع القرار، وكافة شرائح المجتمع .