دراسة تنبه من وجود آلاف الجزيئات البلاستيكية في كل قطرة شراب وكل لقمة طعام

دراسة تنبه من وجود آلاف الجزيئات البلاستيكية في كل قطرة شراب وكل لقمة طعام

إيلاف من واشنطن: هل تتناول البلاستيك دون أن تدري؟ دراسة علمية حديثة تكشف أن فتح عبوة طعام أو تسخين وجبة جاهزة قد يطلق آلاف الجسيمات البلاستيكية الدقيقة والنانوية التي تنتقل مباشرة إلى طعامك ومشروبك.

في تقرير علمي جديد نُشر في 25 حزيران (يونيو) في مجلة NPJ Science of Food، حذّرت مجموعة من الباحثين من أن عبوات التغليف المستخدمة يوميًا—سواء كانت بلاستيكية أو حتى زجاجية—تُطلِق كميات ضخمة من جسيمات بلاستيكية متناهية الصغر خلال عمليات الفتح، التسخين أو الاستخدام المتكرر، مما يُشكّل خطراً غذائياً صامتاً لا يمكن رؤيته بالعين المجرّدة.

تقول الباحثة ليزا زيمرمان، المؤلفة الرئيسية للدراسة والمختصة في الاتصال العلمي لدى مؤسسة Food Packaging Forum:
“الاحتكاك الناتج عن فتح أغطية العبوات أو استخدامها مرارًا يؤدي إلى إطلاق جسيمات بلاستيكية دقيقة تُبتلع بسهولة. التغليف نفسه بات مصدرًا مباشراً للتلوث الغذائي”.

آلاف الجسيمات في كل رشفة ولقمة

الدراسة رصدت تسرّب هذه الجسيمات في مجموعة واسعة من المنتجات: الجعة، المياه المعبّأة، أكياس الشاي، الأسماك المعلّبة، الأطعمة الجاهزة، الأرز، الملح، بل وحتى المشروبات الغازية.

كما كشفت تحقيقات سابقة للمؤسسة عن تسرّب أكثر من 3,600 مادة كيميائية إلى الأغذية خلال مراحل التصنيع والتغليف والتخزين، الأمر الذي وصفه ديفيد أندروز، القائم بأعمال كبير العلماء في منظمة Environmental Working Group، بأنه “ناقوس خطر يجب ألا يُتجاهل”.

البلاستيك النانوي يدخل الخلايا

تُعرف الجسيمات الدقيقة بأنها قطع بلاستيكية يتراوح حجمها بين 5 مليمترات و1 ميكرومتر، فيما تُصنّف الجسيمات النانوية بأنها أصغر من ذلك بكثير (جزء من مليار من المتر). وقد بيّنت الدراسة أن هذه الجسيمات قادرة على اختراق جدران الجهاز الهضمي والرئتين، والعبور إلى مجرى الدم، لتصل في بعض الحالات إلى الأعضاء الداخلية وحتى إلى داخل الخلايا.

الطعام المُعالج على خط النار

من بين الاستنتاجات اللافتة في الدراسة، أن الأطعمة فائقة المعالجة تحتوي على نسب أعلى من البلاستيك الدقيق، نتيجة ملامستها المتكررة لمعدات وأسطح بلاستيكية أثناء الإنتاج. وتُفاقم عوامل مثل إعادة استخدام العبوات، تعريضها للحرارة، أو غسلها في غسالة الصحون، كمية الجزيئات المتسربة إلى الطعام.

كيف نقلّل التعرّض؟

رغم صعوبة تجنّب البلاستيك تمامًا، ينصح المختصون باتخاذ خطوات عملية للحد من التعرّض اليومي. الدكتور ليوناردو تراساندي، مدير قسم طب الأطفال البيئي في جامعة نيويورك، يوصي باستخدام الزجاج أو الفولاذ المقاوم للصدأ لتخزين وتسخين الأطعمة، وتجنب تسخين الطعام أو الحليب داخل عبوات بلاستيكية، لا سيما للأطفال. كما يشدّد على ضرورة عدم تعريض البلاستيك للحرارة العالية أو غسل العبوات البلاستيكية في غسالات الصحون.