كاريكاتير مثير للجدل يثير توترات في إسطنبول.. رسامو تركيا معتقلون والمجلة محاصرة: لم نقم برسم النبي

إيلاف من إسطنبول: اعتقلت الشرطة التركية أربعة رسامين كاريكاتوريين، الإثنين، على خلفية نشر رسم اعتُبر مهينًا للدين، وذلك بعد انتشار واسع له على وسائل التواصل الاجتماعي، وتظاهرات صاخبة في شوارع إسطنبول للمطالبة بمحاسبة المسؤولين عنه.
الرسم الكاريكاتوري، الذي نُشر في مجلة “ليمان” الأسبوعية الساخرة، يُظهر شخصين بأجنحة وهالات – أحدهما مسلم والآخر يهودي – يتصافحان بينما تتساقط القنابل أسفل الصورة. وقد فسّرت مجموعات من المتظاهرين، وكذلك مسؤولون أتراك، أن الرسم يصوّر النبيين محمد وموسى، واعتبروه “إهانة صريحة للقيم الدينية”.
تحقيق رسمي واتهامات بإهانة المقدسات
أعلنت وزارة العدل التركية فتح تحقيق بموجب المادة 216 من قانون العقوبات التركي، والمتعلقة بـ”إهانة القيم الدينية علنًا”، فيما وصف وزير الداخلية، علي يرلي قايا، الرسم بأنه “استفزازي”، مؤكدًا أن مرتكبيه “سيُحاسبون أمام القانون”.
من جهته، قال فخر الدين ألتون، رئيس دائرة الاتصالات في الرئاسة التركية، إن ما حصل هو “هجوم شرس على معتقداتنا وقيمنا”، داعيًا إلى موقف صارم تجاه من أسهموا في نشر الرسم.
ردّ المجلة: “محمد” ليس النبي بل اسم ضحية
في بيان توضيحي، نفت مجلة “ليمان” أن يكون الرسم الكاريكاتوري قد صوّر النبي محمد، مؤكدة أن الشخصية المُشار إليها في العمل تمثل مسلمًا قُتل في القصف الإسرائيلي، يحمل اسم “محمد” كغيره من ملايين المسلمين حول العالم.
وقالت المجلة: “الهدف من العمل كان إظهار مظلومية المسلم الذي قُتل، وليس الإساءة لأي قيمة دينية”، وأضافت: “نرفض التفسير الذي يرى في الرسم إساءة، لكننا نعتذر لأي شخص شعر بالإهانة”.
احتجاجات وتصعيد شعبي في الشارع
شهد الشارع السياحي الرئيسي في إسطنبول تظاهرات شارك فيها مئات الأشخاص، مردّدين هتافات دينية ومطالبين بتطبيق الشريعة الإسلامية، بينما تداولت وسائل إعلام مقاطع تُظهر اقتحام عدد من المتظاهرين لمكاتب المجلة وركل أبوابها.
كما نشرت وزارة الداخلية لقطات لعملية توقيف الرسامين، ظهروا فيها حفاة ومقيّدين بالأصفاد، مع تعليقات مرافقة مثل: “لن تفلتوا من العدالة”.
وبينما أُعلن عن توقيف الرسامين الأربعة، لم تُسجّل أي حالات اعتقال في صفوف المتظاهرين، وفق ما صرّح به والي إسطنبول داوود غُل، الذي دعا المحتجين إلى التفرّق للحفاظ على النظام العام.
وتستعد بعض المجموعات لتنظيم مزيد من الاحتجاجات اليوم الثلاثاء، في ظل تفاعل متسارع بين السلطات والشارع بشأن ما يُعتبر “مسًّا بمقدسات دينية” في بلد يشهد تجاذبات دائمة بين الحريات الفنية والتقاليد الدينية.