يطمح لنيل جائزة نوبل من خلال إيران لكنه يجهل تفكير طهران.

إيلاف من واشنطن: هاجم مستشار الأمن القومي الأميركي السابق، جون بولتون، الرئيس دونالد ترامب، مشككًا في جدوى استراتيجيته تجاه إيران، ومتهما إياه بالسعي وراء مكاسب شخصية بدلًا من رسم سياسة واقعية في الشرق الأوسط.
وفي مقابلة مع بودكاست تابع لصحيفة فايننشال تايمز، أيد بولتون الضربات الجوية الأميركية الأخيرة التي استهدفت ثلاثة مواقع نووية إيرانية، لكنه أشار إلى أن دوافع ترامب “أقرب إلى الطموحات الفردية منها إلى التخطيط الاستراتيجي”.
وقال بولتون بسخرية: “يبدو أن ترامب يلهث خلف جائزة نوبل للسلام. حاول أن يحصل عليها عبر دوره المزعوم في الحرب الروسية الأوكرانية ولم ينجح، والآن يبدو أنه يرى فرصة جديدة عبر إيران”.
وتأتي تصريحات بولتون وسط تحركات داخل الحزب الجمهوري لترشيح ترامب لنيل جائزة نوبل، وهو ما أعلنه الرئيس الأميركي السابق مرارًا، متذمرًا من “تجاهل العالم لإنجازاته” في ملفات مثل أوكرانيا ورواندا، بحسب تعبيره.
وفي سياق الانتقادات، هاجم بولتون التقارير المتداولة حول نية واشنطن السماح لإيران بالحصول على تمويل يناهز 30 مليار دولار لإنشاء برنامج نووي مدني، وهي الفكرة التي تداولتها وسائل إعلام أميركية، منها سي إن إن، رغم نفي ترامب لها لاحقًا.
وعلّق بولتون على هذه الخطط بالقول: “هذا جنون محض… لا يمكن الوثوق بإيران في أي برنامج نووي دون رقابة شاملة، وهو ما لن توافق عليه القيادة الإيرانية على الإطلاق”.
ورغم أن ترامب وصف الضربات الأميركية بأنها “تكتيكية ومحدودة” بهدف تعطيل قدرات إيران النووية وتهيئة مناخ للمفاوضات، إلا أنه عاد لاحقًا ليهدد بضربات إضافية في حال تزايدت مؤشرات الخطر.
بولتون، المعروف بتوجهاته المتشددة إزاء إيران ومعارضته الصريحة للاتفاق النووي الذي وُقع في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، استبعد إمكانية نجاح ترامب في التعامل مع طهران.
وقال في تصريح لافت: “التفاوض مع إيران لا يشبه عقد صفقة عقارية في مانهاتن. نحن نتحدث عن نظام أيديولوجي متطرف لا يمكن التفاهم معه بالعقلية التجارية”.
وذهب بولتون أبعد من ذلك بوصف النظام الإيراني بأنه “تحالف من المتطرفين الدينيين العالقين في العصور الوسطى”، مؤكدًا أن أي مفاوضات نووية مستقبلية ستكون “عبثية وغير مجدية”، على حد وصفه.