جوجل تُحلل تاريخك لتقدم لك توقعات مستقبلية… رسائلك القديمة تصبح عكاسًا رقميًا لشخصيتك!

جوجل تُحلل تاريخك لتقدم لك توقعات مستقبلية… رسائلك القديمة تصبح عكاسًا رقميًا لشخصيتك!

إيلاف من سان فرانسيسكو: لم تعد رسائل بريدك الإلكتروني القديمة مجرد ذكريات رقمية. في الواقع، هي أصبحت أداة تحليل ذكية تستخدمها بعض الشركات لفهمك أكثر مما تتخيل. فحسب تحديث جديد في Gmail أُعلن عنه في مارس 2025، أصبح بإمكان الذكاء الاصطناعي التعرف على اهتماماتك، نواياك الشرائية، وحتى قراراتك القادمة من خلال أرشيف بريدك!

جربت يومًا أن يصلك إعلان عن دورة تدريبية كنت قد تحدثت عنها في إيميل منذ سنة؟ أو اقتراح لفندق يشبه ذاك الذي حجزته عام 2019؟ كل هذا ليس مصادفة، بل ناتج عن تقنيات ذكية تتعلّق بما يُسمى تحليل البريد الإلكتروني الذكي، وهو باختصار استخدام الذكاء الاصطناعي لقراءة محتوى الرسائل وربطها باقتراحات تسويقية أو خدمات قد “تُعجبك”.

في بعض الحالات، يتم تحليل العبارات المتكررة والكلمات الرئيسية في بريدك، مثل “سفر”، “قرض”، “منحة”، “تسجيل”، وغيرها. ومن خلال ربطها مع نشاطك الآخر على محركات البحث، تظهر توصيات مخصصة مباشرة داخل البريد.

هل هذا قانوني؟ نعم، لكن بشرط أن تكون قد فعّلت ميزات مثل “Smart Compose” أو “Help me write”. كثير من المستخدمين لا يعلمون أن هذه الميزات قد تعني ضمنيًا موافقتهم على مشاركة البيانات مع أنظمة الذكاء الاصطناعي الخاصة بالشركة.

فما العمل؟
إذا كنت ترغب بتقليل هذا التحليل، يمكنك ببساطة:

– الدخول إلى إعدادات Gmail

– إيقاف تفعيل الميزات الذكية مثل “Smart features and personalization”

– الابتعاد عن استخدام الردود التلقائية أو اقتراحات الكتابة، خصوصًا في الرسائل الحساسة.

في يونيو 2025، كشف مدير DeepMind عن توجه جديد قد يجعل البريد الإلكتروني الذكي قادرًا على الرد بالنيابة عنك، مستخدمًا أسلوبك الخاص دون أن تكتب حرفًا. ومع هذا النوع من التقدّم، لم تعد المشكلة في الاقتراحات الذكية التي تقدمها لنا التكنولوجيا، بل في اعتيادنا عليها دون تفكير. فالإيميلات القديمة، التي كُتبت بعفوية في وقتٍ ما، باتت تُقرأ اليوم كخريطة شخصية، تُبنى عليها قرارات وتقترح بها اختيارات. وكلما ازداد وعينا بذلك، زادت قدرتنا على اختيار ما يناسبنا… لا ما يُفترض أن يناسبنا.

في زمن تتكلّم فيه التقنية بلغتنا، يصبح الحذر جزءًا من الحكمة الرقمية. ليس المهم فقط ما نكتبه اليوم، بل كيف يُقرأ غدًا.