تحسس السائل المنوي عند الرجال والنساء قد يسبب الوفاة

إيلاف من لندن: سلّط عدد من خبراء الصحة الضوء على ازدياد الحالات المرتبطة بما يُعرف بـ”فرط حساسية البلازما المنوية” (SPH)، وهي حالة طبية نادرة قد تصيب بعض النساء وتسبب أعراضًا تتراوح بين الحكة والحرقة الموضعية، وصولًا إلى ردود فعل تحسسية شديدة مثل صعوبة التنفس أو حتى صدمة تأقية قد تهدد الحياة.
وبحسب تقرير نشره موقع Science Alert، فإن هذه الحالة، التي وُثّقت طبيًا لأول مرة عام 1967، تنجم عن حساسية مفرطة تجاه البروتينات الموجودة في السائل المنوي، وتحديدًا “مستضد البروستات النوعي” (PSA)، وليس تجاه خلايا الحيوانات المنوية كما يُعتقد أحيانًا.
وتشمل الأعراض الشائعة: تورم الأعضاء التناسلية، الحكة، الطفح الجلدي، الدوخة، وقد تتطور إلى تفاعلات جهازية خطيرة. ويتم تشخيص هذه الحالة من خلال مراجعة التاريخ الطبي للمريضة، واختبارات جلدية باستخدام عينة من السائل المنوي، أو عبر تحاليل دم تبحث عن أجسام مضادة للبروتينات المسؤولة عن الحساسية.
في بعض الحالات، يستخدم الأطباء حيوانات منوية “مغسولة” وخالية من البلازما لتحديد ما إذا كانت البروتينات هي العامل المسبب. ويُعد ذلك مهمًا أيضًا في الحالات التي يُستخدم فيها التلقيح الصناعي كخيار لتجاوز هذه المشكلة، خاصة إذا أثّرت على فرص الحمل.
وتؤكد الدراسات أن بعض الرجال قد يعانون من متلازمة مشابهة تُعرف بـ”متلازمة ما بعد النشوة الجنسية” (POIS)، والتي تسبب أعراضًا شبيهة بالإنفلونزا بعد القذف، ما يشير إلى أن فرط التحسس الجنسي ليس محصورًا بجنس واحد.
رغم أن SPH لا تؤدي إلى العقم بشكل مباشر، فإنها قد تعقّد محاولات الإنجاب الطبيعية، وتدفع بعض الأزواج إلى اللجوء للعلاجات الوقائية مثل مضادات الهيستامين، أو إلى أساليب إزالة التحسس التدريجي.
ويحذر الدكتور مايكل كارول، أستاذ مشارك في علوم الإنجاب بجامعة مانشستر متروبوليتان، من أن هذه الحالة تُشخّص في كثير من الأحيان بشكل خاطئ على أنها عدوى أو مرض منقول جنسيًا، بسبب الإحراج أو نقص الوعي، ما يدفع العديد من النساء إلى المعاناة في صمت دون تشخيص دقيق.
وفي حال كانت المرأة تعاني من أعراض مزعجة بعد الجماع وتلاحظ تحسّنًا عند استخدام الواقي الذكري، فقد تكون تلك إشارة إلى وجود حساسية من السائل المنوي، ما يستدعي استشارة طبيب مختص لتأكيد التشخيص ووضع خطة علاج مناسبة.