طفيلي في القطط يعيق التفاعل العصبي ويحدث تغييرات في كيمياء الدماغ

إيلاف من لندن: كشفت دراسة علمية حديثة عن أن الإصابة بطفيلي التوكسوبلازما غوندي (Toxoplasma gondii)، المعروف بتسببه في داء المقوسات، قد تؤدي إلى اضطرابات خطيرة في وظائف الدماغ، مشيرة إلى أن العدوى يمكن أن تنتقل إلى الإنسان من خلال التلامس المباشر مع القطط أو تناول لحوم غير مطهوة جيدًا.
وبحسب ما أورده موقع Science Alert، فقد أظهرت الدراسة أن تأثير هذا الطفيلي لا يتطلب إصابة عدد كبير من الخلايا العصبية، إذ أن عدداً قليلاً منها يكفي لإحداث خلل كبير في عملية الاتصال العصبي.
ويتمثل هذا الخلل في تراجع إفراز الحويصلات خارج الخلوية، وهي جزيئات دقيقة تلعب دوراً محورياً في نقل الإشارات بين الخلايا العصبية وبعضها، وكذلك مع الخلايا الداعمة في الدماغ.
وقالت عالمة المناعة إيما ويلسون، المشاركة في البحث، إن هذه التغيّرات الدقيقة تقوض التوازن الحيوي داخل الدماغ، وتؤثر على نوعية التواصل بين الخلايا العصبية والخلايا النجمية، وهي نوع من الخلايا الداعمة في الجهاز العصبي. وأوضحت أن الطفيلي يتمتع بقدرة فريدة على التسلل إلى داخل الخلايا العصبية والتخفي بداخلها لفترات طويلة، متجاوزاً الحواجز الدفاعية الطبيعية.
وتشير الدراسة إلى أن هذا التسلل لا يمر دون أثر، إذ تغيّر العدوى من كمية ونوعية الحويصلات التي تفرزها الخلايا المصابة، ما يؤدي بدوره إلى اضطرابات في التعبير الجيني للخلايا النجمية المجاورة. وقد رصد الباحثون زيادة في إنتاج علامات مناعية محددة داخل الدماغ، إلى جانب انخفاض مستويات البروتينات المسؤولة عن التخلص من مادة الغلوتامات الزائدة، وهي ناقل عصبي يؤدي تراكمه إلى تلف الخلايا العصبية.
ويُعرف هذا الطفيلي أيضاً بتأثيره الغريب على سلوك مضيفيه من القوارض، إذ يُعتقد أنه يدفعها بشكل غير طبيعي إلى الاقتراب من القطط – وهو ما يسهل انتقال العدوى. وفي حين أن تأثيره السلوكي على البشر لا يزال موضع نقاش، فإن الدراسة الحالية تقدّم أدلة بيولوجية قوية على وجود اضطرابات عصبية ناجمة عن الإصابة.
ويُصاب نسبة كبيرة من سكان العالم بطفيلي التوكسوبلازما غوندي، وعادة ما تحدث العدوى عبر تناول اللحوم النيئة أو غير المطهوة جيداً، أو من خلال ملامسة فضلات القطط، ما يجعل الوقاية والنظافة الشخصية أمرين أساسيين لتجنّب العدوى ومضاعفاتها المحتملة على الجهاز العصبي.