ثورة طبية حديثة.. حقنة شهرية قد تُحدث تغييرًا كبيرًا في علاج مرض السكري

إيلاف من لندن: أظهرت تجربة سريرية حديثة نتائج مشجعة لدواء تجريبي يُعطى مرة واحدة شهرياً، يُعرف باسم “ماريتايد” (الاسم العلمي: ماريديبارت كافاغلوتايد)، في معالجة السمنة وتحسين المؤشرات الصحية لدى المرضى، بما في ذلك المصابون بداء السكري من النوع الثاني.
الدراسة التي أجرتها شركة “أمجين”، شملت نحو 600 مشارك، موزعين بين مجموعتين: الأولى لأشخاص يعانون من السمنة فقط، والثانية لمن يعانون من السمنة إلى جانب السكري. وتلقى المشاركون جرعات مختلفة (140 أو 280 أو 420 ملغ) عبر الحقن تحت الجلد كل أربعة أسابيع، حيث زيدت الجرعات تدريجياً بحسب استجابة كل فرد.
النتائج أظهرت أن المرضى الذين يعانون من السمنة فقط خسروا في المتوسط نحو 20% من وزنهم خلال عام واحد، فيما سجّل مرضى السكري والسمنة مجتمعين انخفاضاً بنسبة تقارب 17%. ولاحظ الباحثون أيضاً تحسناً في مؤشرات أخرى مثل محيط الخصر، وضغط الدم، ونسب الدهون في الدم، مما يعزز الآمال بإمكانية السيطرة على المضاعفات الصحية المرتبطة بالسمنة المزمنة.
ما يميز هذا الدواء عن الأدوية الشائعة مثل “أوزمبيك”، هو آليته المزدوجة التي لا تقتصر على استهداف مستقبلات GLP-1 المرتبطة بإنقاص الوزن، بل تشمل أيضاً مساراً إضافياً يعزز إفراز الأنسولين، ما يجعله فعالاً لمرضى السكري بشكل خاص.
الدكتورة أنيا جاستريبوف، أستاذة الطب في جامعة ييل والباحثة المشاركة في الدراسة، رأت أن توفر خيار علاجي يُعطى شهرياً يمثل “تطوراً كبيراً” في مجال علاج السمنة، سواء للمرضى المصابين بالسكري أو غيرهم، مشيرة إلى أن الجرعات المتباعدة من شأنها تحسين التزام المرضى بالعلاج.
بدوره، أكد الدكتور جاي برادنر، نائب الرئيس التنفيذي للبحث والتطوير في “أمجين”، أن هذا النوع من العلاجات “يعزز السيطرة طويلة المدى على الوزن، ما يعود بفوائد صحية مباشرة على ملايين المرضى حول العالم”.
وبحسب الدراسة، فقد اقتصرت الآثار الجانبية على أعراض معدية ومعوية خفيفة إلى متوسطة، ظهرت في المراحل المبكرة من العلاج ثم تراجعت مع الوقت، دون أن تؤدي إلى توقف أي من المشاركين عن الاستمرار في تناول الدواء.
وتواصل “أمجين” العمل على تقييم فعالية الدواء لدى فئات أوسع، خاصة الذين فقدوا أكثر من 15% من وزنهم، كما تخطط لإطلاق دراسات إضافية تستهدف مرضى القلب والمصابين بانقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم، ما قد يمهد الطريق نحو اعتماد “ماريتايد” كخيار علاجي شامل لمجموعة من الأمراض المزمنة المرتبطة بالسمنة.