العقول المستأجرة تفتقر للإبداع وتكتفي بالتقليد!

سمر المقرن
في كل بيئة نعيشها سواء كانت اجتماعية أو مهنية أو حتى في فضاء التواصل الاجتماعي، نلتقي بأشخاص لا يملكون ملامح فكرية واضحة، يتغذّون على ما يبدعه غيرهم. يعيشون على مبدأ: (دع غيرك يُفكّر، وسأقوم أنا بالنسخ)..! ويا ليتهم يعترفون بالأصل، بل يأخذون الفكرة، والأسلوب وطريقة الطرح، ويعرضونها كما لو كانت من وحي عقولهم، وكأن الإبداع سلعة تُشترى، لا ثمرة يُسهر لأجلها.
الطريف في الأمر، أنهم يقلّدونك بكل حرص، ولكنهم ينسون أن الروح لا تُستنسخ، اللمسة الخاصة لا تُزاح، والإحساس الحقيقي لا يُقلَّد.
الفارق بينك وبينهم شاسع: ثمّة من يُلهم، وثمّة من يتطفّل.
الأول يترك أثراً، والثاني يثير الدهشة!
وما هو أسوأ من التقليد؟
أن يأتيك من ينسب فكرتك لنفسه، ثم يحاول إقناع الناس بأنك أنت من يسير على خُطاه!
وكأنّ المرآة تَدّعي أنها الأصل، لا الانعكاس.
ولكن في نهاية الأمر، لا تبتئس، فإن تقليدهم لك شهادة على تفرّدك.
لا أحد يسرق من محلّ خاوٍ. إذا سُرقت أفكارك، فهذا لأنها ثمينة. فلا تُسرف في الرد، ولا تُهدر طاقتك في سباق إثبات الملكية.
الإبداع كالعطر، مهما حاولوا تقليده، يبقى للأصل بريق لا يُشابه.
تقدّم وابقَ في الصدارة، ودعهم يراقبونك من خلف الستار، يحاولون سرقة النور دون أن يعرفوا كيف يولد!