تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل يؤثر سلبًا على الاقتصاد المصري

تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل يؤثر سلبًا على الاقتصاد المصري

إيلاف من القاهرة: يرجّح محللون وخبراء في قطاع الطاقة أن تشهد واردات مصر من الغاز الإسرائيلي مزيدًا من الانخفاض خلال شهر يونيو الجاري، في ظل تداعيات التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل، ما يضيف عبئًا جديدًا على قطاع الطاقة المصري الذي يعاني من تحديات متزايدة.

وكانت الواردات قد سجلت ارتفاعًا طفيفًا خلال أبريل 2025 بنسبة 4%، لتصل إلى 918 مليون متر مكعب (بمعدل 1.08 مليار قدم مكعبة يوميًا)، مقارنة بـ886 مليون متر مكعب في مارس. لكن هذه الزيادة لم تستمر، إذ انخفضت الإمدادات في مايو بفعل أعمال الصيانة في الحقول الإسرائيلية وارتفاع الطلب المحلي في تل أبيب، ما تسبب في تقليص الكميات المصدّرة إلى مصر والأردن.

وتشير بيانات وحدة أبحاث الطاقة إلى أن واردات الغاز من إسرائيل كانت قد اقتربت في أبريل من أعلى مستوياتها المسجلة في يناير الماضي، عندما بلغت 939 مليون متر مكعب. وجاءت بيانات الشهور السابقة على النحو التالي: فبراير (732 مليون متر مكعب)، مارس (886 مليونًا)، وأبريل (918 مليونًا).

ورغم الارتفاع المسجل في أبريل، فإن المقارنة على مدى الأشهر الأربعة الأولى من عام 2025 تُظهر تراجعًا طفيفًا في الإجمالي السنوي: فقد استوردت مصر 3.47 مليار متر مكعب خلال الفترة من يناير حتى أبريل، مقابل 3.53 مليار متر مكعب خلال نفس الفترة من العام الماضي، أي بانخفاض يعادل 60 مليون متر مكعب.

في المقابل، واصل إنتاج مصر المحلي من الغاز تراجعه، ليسجل 3.48 مليار متر مكعب (4.09 مليار قدم مكعبة يوميًا) في أبريل 2025، بينما انخفض استهلاكها إلى 4.86 مليار متر مكعب (5.71 مليار قدم مكعبة يوميًا)، مقارنة بـ5.17 مليار متر مكعب في مارس.

وأمام هذا النقص في المعروض، سارعت الحكومة المصرية إلى تعزيز قدراتها في مجال إعادة تغويز الغاز المسال، وأعلنت عن خطط لتشغيل ثلاث وحدات تغويز عائمة بحلول يوليو المقبل، ما يرفع طاقتها إلى 2.25 مليار قدم مكعبة يوميًا. كما كثفت القاهرة جهودها لاستيراد شحنات الغاز المسال من السوق العالمية، بهدف تعويض النقص الناتج عن توقف إمدادات الغاز الإسرائيلي وتجنّب أزمة كهرباء مشابهة لما حدث في صيف العام الماضي.

وبحسب مصادر حكومية، تخطط مصر لاستيراد ما بين 155 و160 شحنة غاز مسال خلال الأشهر المقبلة لتأمين احتياجات الاستهلاك المحلي، لاسيما مع اقتراب فصل الصيف وارتفاع الطلب على الكهرباء، ما يُبرز الحاجة الملحة لمصادر بديلة ومستقرة للطاقة في ظل أوضاع إقليمية متوترة.