ceasefire after 12 days: “14 bombs dropped on Tehran, altering the balance”

إيلاف من لندن: ترى صحيفة The Economist في مقالها المنشور بتاريخ 24 يونيو 2025 أن الضربات الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية، رغم محدوديتها عددًا ، أربع عشرة قنبلة فقط، شكّلت لحظة فاصلة قد تعيد تشكيل الشرق الأوسط لعقود مقبلة.
من وجهة نظر الصحيفة، لم يكن الغرض من تلك القنابل تدمير القدرات النووية الإيرانية فحسب، بل فرض قواعد جديدة للردع، وتذكير طهران — ومعها كل القوى الإقليمية — بأن الولايات المتحدة ما تزال القوة الوحيدة القادرة على قلب الطاولة حين تشاء.
تُبرز The Economist أن هذه الضربات، التي استهدفت مواقع شديدة التحصين في فوردو ونطنز وأصفهان، أعادت تعريف التدخل العسكري الأميركي في المنطقة: ليس عبر حروب طويلة الأمد كما في العراق أو أفغانستان، بل من خلال عمليات حاسمة، دقيقة، ورسائل استراتيجية موجزة لكنها فعالة. ترى الصحيفة أن واشنطن بدت وكأنها تستعيد ثقتها بنفسها، بعد سنوات من الانكفاء والتردد، وتوجّه رسائل مزدوجة لإيران من جهة، ولحلفائها من جهة أخرى، مفادها أن زمن التساهل قد انتهى، وأن الولايات المتحدة ستفرض خطوطها الحمراء عند الحاجة.
لكن The Economist لا تتعامل مع الضربات كخطوة نحو سلام طويل الأمد، بل كهدنة مؤقتة تنطوي على خطر التصعيد لاحقاً. فإيران، رغم تقهقرها التكتيكي، لم تُظهر أي استعداد فعلي للتخلي عن طموحاتها النووية، فيما يبقى الغموض يحيط بقدرتها على إعادة بناء منشآتها بسرعة. وبقدر ما نجحت القنابل الأربعة عشر في فرض “توازن رعب” جديد، فإنها لم تفتح الباب نحو تفاهم مستدام، بل علّقت الصراع عند نقطة حرجة، مرشحة دوماً للانفجار.
وتخلص الصحيفة إلى أن ما جرى ليس مجرد جولة من الضربات، بل لحظة استراتيجية يُعاد فيها رسم توازنات المنطقة، بقوة النار الأميركية لا عبر الدبلوماسية. وبينما تُعلن واشنطن نهاية الحرب، تلمح The Economist إلى أن الشرق الأوسط لم يدخل بعد في مرحلة استقرار، بل يقف أمام معادلة جديدة محفوفة بالاحتمالات — إما العودة إلى التصعيد، أو ولادة صفقة كبرى لم تتضح ملامحها بعد.
أعدّت إيلاف هذا التقرير نقلاً عن The Economist