كاميرات المراقبة تصبح سلاحاً غير مسموع… هذا ما فعلته إيران اختراق الأجهزة الأمنية في إسرائيل

كاميرات المراقبة تصبح سلاحاً غير مسموع… هذا ما فعلته إيران اختراق الأجهزة الأمنية في إسرائيل

إيلاف من سان فرانسيسكو: في 21 يونيو 2025، نشرت مجلة WIRED تقريرًا أمنيًا أثار قلقًا دوليًا، بعد أن كشفت إسرائيل عن تورّط قراصنة مرتبطين بإيران في عمليات اختراق ممنهجة لكاميرات مراقبة داخل منشآت مدنية وتجارية إسرائيلية.

اللافت في هذا الهجوم أنه لم يكن استعراضيًا أو تخريبيًا، بل جرى بهدوء، على مدى أشهر، دون أن تلاحظ الضحايا أي تغيّر أو خلل في الكاميرات. كانت تعمل بشكل طبيعي، لكنها في الواقع تنقل الصوت والصورة أيضًا إلى خوادم خارجية يُعتقد أنها في إيران.

يحدث ذلك لأن العديد من كاميرات المراقبة خصوصًا الرخيصة أو تلك التي يتم شراؤها من الإنترنت دون مراجعة تقنية تأتي بإعدادات أمان ضعيفة. بعض هذه الكاميرات لا تطلب حتى تغيير كلمة المرور الافتراضية، أو تستخدم بروتوكولات اتصال مكشوفة مثل HTTP بدلاً من HTTPS.

وبحسب التحقيق، لم تقتصر الهجمات على الكاميرات فقط، بل تم استخدام الثغرات للوصول إلى أنظمة أخرى في الشبكة المحلية مثل أجهزة الحاسوب أو الراوترات، مما يفتح المجال لتجسّس أوسع وربما تجنيد الأجهزة ضمن شبكات هجومية (Botnets) دون علم المستخدم.

مصادر من وحدة الدفاع السيبراني الإسرائيلي أشارت إلى أن من بين الأهداف: مكاتب شركات متعاقدة مع جهات حكومية، مراكز تدريب، وحتى بعض البيوت التي تُستخدم فيها الكاميرات لمراقبة الشوارع أو مداخل البنايات.

الهدف؟ ليس فقط مراقبة الصورة، بل محاولة فهم الأنشطة اللوجستية، تحرّك الأفراد، وتوقيتات الاجتماعات، بما يشكّل بنك معلومات استخباراتي يمكن استغلاله لاحقًا.

الأخطر أن بعض الكاميرات التي تم اختراقها كانت تتصل بتطبيقات على الهاتف المحمول، ما يجعل الهجوم ممتدًا حتى لهواتف المستخدمين، خصوصًا في حال تم تسجيل الدخول بنفس كلمة المرور على أكثر من جهاز.

هذا النوع من الهجمات يُعرف بـالهجمات الصامتة أو (Silent Surveillance Breaches)، حيث لا يتم تعطيل الجهاز، بل يُترك يعمل وكأنه “مخلص”، بينما ينقل كل ما يراه ويسمعه إلى جهة أخرى في الخلفية.

في هذا السياق، يُشار إلى أن الهجمات من هذا النوع ليست جديدة، بل تم رصد هجوم مشابه عام 2023 في أوكرانيا، عندما تمكّن قراصنة من بثّ مباشر لغرف اجتماعات سرية باستخدام كاميرات مكاتب قديمة لم يتم تحديثها.

فكيف تحمي نفسك؟
إن لم تكن جهة حكومية فهذا لا يعني أنك بمنأى عن هذا النوع من التهديدات، فكل بيت أو متجر به كاميرا متصلة هو “نافذة قابلة للفتح”:

غيّر كلمة المرور الافتراضية فورًا.

افصل الكاميرا عن الإنترنت إن لم تكن بحاجة للوصول إليها من خارج المنزل.

ثبّت التحديثات الأمنية تلقائيًا.

لا تشترِ كاميرات لا تملك دعمًا تقنيًا واضحًا.

ما نعيشه اليوم ليس صراعًا على الجبهات فقط، بل معركة على البيانات والرؤية. والكاميرا التي نركن إليها لحمايتنا قد تصبح “إذا أُهملت” أداة توثيق لتفاصيل حياتنا في يد جهة لا نعرفها.