الإرهابي نتنياهو: من مأزق غزة إلى تحديات إيران

سلطان ابراهيم الخلف
يتبّع الإرهابي نتنياهو، منذ أن تسلم رئاسة الوزراء، سياسة الترهيب في منطقتنا العربية، ويحاول أن يتسيّد ويكون فيها الآمر والناهي. لكن كما يقول المثل «تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن». فقد غرق الإرهابي في مستنقع عدوانه على غزة بعد عملية طوفان الأقصى البطولية، وفوجئ بالمظاهرات اليومية داخل كيانه، والاحتجاجات من قبل المسؤولين الذين انتقدوا إدارته للحرب، وفشله في التخلّص من «حماس» وتحرير الأسرى، الذين بدأوا يتساقطون من قنابله التي يسقطها على رؤوس الفلسطينيين في غزة، حتى أصبح يتوارى عن الظهور في الأماكن العامّة، خوفاً من الاغتيال على أيدي الصهاينة، الذين فقدوا الأمل في تحرير أسراهم، وصار يتخفى في الأماكن المحصنّة بعيداً عن أنظار العامة، ومن المؤكد أن شبح اغتيال سلفه إسحاق رابين يتراءى أمامه، لأن اغتياله سوف يوقف عدوانه على غزة ويمهّد الطريق لتحرير أسراهم.
يدرك الإرهابي نتنياهو أن وقف الحرب سوف يكلّفه الكثير، وسوف يتعرّض للمحاكمة القضائية بناءً على تهم الفساد الموجهة إليه، وكما يرى بعض المحللّين، فإن ذلك قد يؤدي به إلى السجن، والقضاء على مستقبله السياسي.
ومن الطبيعي أن الإرهابي نتنياهو، قد وجد ضالته في الخروج من مأزقه في مستنقع غزة، وتشتيت الانتباه عنه، وذلك بشن الحرب على إيران، من أجل تدمير منشآتها النووية بحجة أنها تسعى لصنع قنبلة نووية. ومع ذلك أعلن البيت الأبيض وكل من بريطانيا وألمانيا وفرنسا عن وقوفها إلى جانب الهجوم الصهيوني على إيران، بحجة حق الصهاينة في الدفاع عن وجودهم! وفي الحقيقة هي محاولة أخرى لإعطاء الإرهابي فرصة أخرى للخروج من مأزقه السياسي.
وكدولة نووية، تمتلك قنابل نووية، فإن باكستان في هذه الظروف، قد اتخذت الإجراءات الأمنية كافة، والاستعدادات العسكرية تأهبّاً لأي محاولة اعتداء جنوني صهيوني على منشآتها النووية، حيث صرّح الإرهابي نتنياهو، بأن كيانه يعمل من أجل منع أي دولة إسلامية من الحصول على أسلحة نووية، وقد أشار إلى باكستان وإيران في إحدى لقاءاته التلفزيونية. والأمر مع باكستان مختلف عنه مع إيران، فإن باكستان لديها قوة عسكرية جوية قوية، مع صواريخ باليستية بعيدة المدى قادرة على حمل رؤوس نووية، رادعة، لأي مغامرة يقوم بها المجنون الإرهابي نتنياهو.
حرب الإرهابي نتنياهو على إيران، هي آخر ورقة بقيت لديه، ولعل استمرارها كحرب استنزاف، سيزيد من مأزقه الداخلي، ودع عنك تصريحاته الناريّة، فقد كانت أشد في حربه على غزة، إنه يتصرّف كشمشون الجبّار «عليّ وعلى أعدائي»!