كيف نفذت الطائرات B-2 الأمريكية هجومها على إيران في عملية جوية استغرقت 37 ساعة؟

كيف نفذت الطائرات B-2 الأمريكية هجومها على إيران في عملية جوية استغرقت 37 ساعة؟

إيلاف من واشنطن: في واحدة من أطول المهام الجوية في التاريخ الحديث، نفذت قاذفات الشبح الأمريكية B-2 ضربة دقيقة استهدفت منشآت نووية إيرانية محصّنة، ضمن عملية معقّدة استغرقت 37 ساعة من الطيران المتواصل من وإلى الولايات المتحدة.

وبحسب مسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية، فقد أقلعت القاذفات من قاعدة وايتمان الجوية في ولاية ميزوري، صباح الجمعة، وقطعت آلاف الكيلومترات إلى إيران، قبل أن تعود إلى قواعدها بسلام بعد تنفيذ المهمة.

الرحلة الأطول منذ عقود
الطائرة B-2، المعروفة بقدرتها على التخفي عن الرادارات، استخدمت في قصف ثلاث منشآت نووية رئيسية هي: فوردو، نطنز، وأصفهان. ووصفت وزارة الدفاع العملية، التي حملت اسم “مطرقة منتصف الليل”، بأنها نجاح عسكري غير مسبوق.

استغرقت الرحلة ذهابًا وإيابًا ما يقرب من 37 ساعة، ما جعلها أطول مهمة قتال جوية لقاذفة B-2 منذ ضربات ما بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، بحسب صحيفة “ذا أتلانتيك”.

ظروف قاسية واستعدادات خاصة
ورغم طبيعتها القتالية، إلا أن طائرة B-2 مزوّدة بمرافق تجعل من المهمات الطويلة ممكنة: تضم قمرة القيادة مرحاضًا، وثلاجة صغيرة، وفرن ميكروويف، ما يسمح للطاقم بالحفاظ على التركيز والتغذية. كما تحتوي على مساحة تمكن أحد الطيارين من الراحة بينما يتولى الآخر قيادة الطائرة.

وأفادت تقارير بأن طياري المهمة تناوبوا على النوم أثناء التحليق، بينما تم تزويد الطائرات بالوقود عدة مرات في الجو باستخدام طائرات دعم من طراز KC-135 وKC-46.

عملية دقيقة.. وهجوم مفاجئ
في الساعة 6:40 مساءً بتوقيت الساحل الشرقي الأمريكي، بدأت القاذفات ضرب أهدافها داخل الأراضي الإيرانية. ووفقًا للجنرال دانيال كاين، رئيس هيئة الأركان المشتركة، فقد تم إسقاط 14 قنبلة خارقة للتحصينات من طراز GBU-57 على مواقع حساسة في المنشآت النووية.

تزن كل قنبلة نحو 15 طناً، وهي مصممة لاختراق التحصينات الخرسانية العميقة مثل تلك التي تحمي منشأة فوردو الواقعة تحت جبل بعمق يقارب 90 متراً.

ورافقت القاذفات الشبحية طائرات حربية ومهمات دعم إلكتروني ومخابراتي، في تنسيق جوي بالغ التعقيد تم تنفيذه بأدنى مستوى من الاتصالات للحفاظ على عنصر المفاجأة.

قوة ردع استراتيجية
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن فجر الأحد عن نجاح العملية، وكتب عبر منصته “تروث سوشال”:

“تم إسقاط حمولة كاملة من القنابل على منشأة فوردو. جميع الطائرات غادرت المجال الجوي الإيراني وهي الآن عائدة إلى الوطن بأمان. تهانينا لمحاربينا العظماء. لا جيش آخر على وجه الأرض يمكنه تنفيذ ما فعلناه الليلة”.

وبينما لم تؤكد الوكالة الدولية للطاقة الذرية أو مصادر مستقلة حجم الأضرار، وصفت طهران الهجوم بأنه “عدوان سافر”، في حين اعتبره الحرس الثوري الإيراني بداية مرحلة “الحرب المفتوحة”.