“نستنكر الحرب ونطالب بتحرك دولي سريع”.. مجلس السلم والتضامن في العراق يدين الهجمات الأميركية على إيران

“نستنكر الحرب ونطالب بتحرك دولي سريع”.. مجلس السلم والتضامن في العراق يدين الهجمات الأميركية على إيران

إيلاف من بغداد: أصدر “مجلس السلم والتضامن في العراق”، اليوم الأحد، بيانًا أعلن فيه “رفضه المبدئي للتصعيد العسكري الأميركي” ضد إيران، معتبراً أن “الضربات الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة فجراً تمثل انتهاكًا واضحًا لسيادة دولة مستقلة، وخرقًا متكرراً للشرعية الدولية”.

وقال المجلس في بيانه، الذي تلقته “إيلاف”، إن “القصف الجوي المكثف الذي استهدف منشآت فوردو ونطنز وأصفهان لا يمكن فصله عن موجة العمليات العسكرية المتواصلة في المنطقة، والتي تشمل أيضاً الضربات الإسرائيلية على أهداف داخل الأراضي الإيرانية منذ 13 حزيران (يونيو) الجاري، وتعزيزاً لسياسة فرض الأمر الواقع بالسلاح بدلاً من الحوار والتفاوض”.

أضاف البيان: “لا يمكن عزل هذا العدوان عن السياسات التوسعية للكيان الإسرائيلي، الذي لم يكتفِ بحصار غزة وتدميرها، ولا بقصف سوريا ولبنان، بل يسعى اليوم إلى توسيع نيران الحرب لتشمل الإقليم كله، خدمة لمصالحه الاستراتيجية، ولمصالح حلفائه في مشاريع الفوضى والتقسيم”.

مطالبة برقابة شاملة ووقف شامل لإطلاق النار
دعا “مجلس السلم والتضامن” إلى “أن تشمل أي معالجة للملف النووي في المنطقة الترسانة النووية الإسرائيلية التي ظلت لعقود خارج أي رقابة دولية، في ظل صمت غير مبرّر من المجتمع الدولي”، مؤكدًا أن “العدالة لا تتحقق بالاستهداف الانتقائي”.

كما ناشد المجتمع الدولي “التحرك العاجل للحيلولة دون توسّع دائرة النزاع”، داعيًا نشطاء السلام والمنظمات الحقوقية إلى “القيام بدورهم في مناهضة الحروب ومنع انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة”.

كما ناشد البيان “نشطاء السلم، ومناهضي الحروب، وأحرار العالم، للقيام بدورهم الأخلاقي والإنساني في مواجهة هذا العدوان، ومقاومة سياسات الإفلات من العقاب التي تشكّل غطاءً للاستباحة والعدوان”.

كما أعرب البيان عن “القلق إزاء الخروقات المتكررة للأجواء العراقية”، داعيًا إلى التصدي لهذا الانكشاف الأمني والسياسي “بإعادة بناء النظام السياسي العراقي على أسس المواطنة والكفاءة والعدالة، والتصدي للفساد، والتخلّص من نهج المحاصصة الذي شرذم القرار الوطني، وفتح الأبواب أمام التدخلات الخارجية”.

تصعيد ميداني ومخاوف إقليمية
ويأتي هذا البيان في أعقاب إعلان وزارة الدفاع الأميركية فجر الأحد، تنفيذ عملية جوية واسعة استهدفت منشآت نووية إيرانية، في ما وصفته بـ”الرد الضروري على التهديدات الإيرانية للأمن الإقليمي”. وذكرت الوزارة أن القصف جاء بأمر مباشر من الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

في المقابل، لم تصدر السلطات الإيرانية بعد تفاصيل كاملة عن حجم الخسائر أو نوايا الرد، لكن مصادر إعلامية رسمية تحدثت عن “إصابات بشرية وأضرار مادية في منشأة نطنز”.

تحركات دولية وتظاهرات في الخارج
أثار القصف الأميركي ردود فعل دولية أولية، وسط دعوات لعقد جلسة طارئة في مجلس الأمن الدولي. في غضون ذلك، شهدت عدة عواصم عالمية، بينها باريس وأثينا، وقفات احتجاجية مناهضة للحرب، شارك فيها ناشطون سياسيون وحقوقيون رفعوا شعارات تطالب بـ”وقف التصعيد وضمان حق الشعوب في الأمن والسيادة”.

وفي ظل هذه التطورات، تترقب الأوساط الدبلوماسية مواقف الدول الكبرى من العملية الأميركية، وسط تحذيرات من انزلاق الأوضاع نحو مواجهة إقليمية واسعة النطاق.