بين الصدمة والفزع: تفاصيل اختراق الموساد في إيران قبل الضربة الجوية

بين الصدمة والفزع: تفاصيل اختراق الموساد في إيران قبل الضربة الجوية

إيلاف من طهران: كشفت قناة “سكاي نيوز عربية”، يوم الخميس، أن الضربة الجوية الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت مواقع في إيران لم تكن عملية منفردة، بل جاءت نتيجة حملة سرية استخباراتية واسعة النطاق، نفذها جهاز الموساد بالتنسيق مع وحدة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية “آمان”، واستمرت على مدى سنوات.

ووفقًا لتقرير، فقد تمكنت الوحدات الاستخباراتية الإسرائيلية من تطوير “بنك أهداف” ديناميكي، يتم تحديثه بانتظام اعتمادًا على صور الأقمار الصناعية، واعتراض الاتصالات، وتحليلات البيانات المتقدمة. وشكلت هذه المنظومة، التي ساهم فيها خبراء مدنيون وجنود احتياط، مزيجًا متقدماً من القدرات التكنولوجية والعسكرية، أدّى في نهاية المطاف إلى تنفيذ عملية وصفت بأنها “نسخة إسرائيلية من الصدمة والرعب”.

وذكرت القناة أن الحملة الاستخباراتية شملت استخدام طائرات مسيّرة مخزنة داخل الأراضي الإيرانية، وهواتف محمولة مخترقة، وبرمجيات تحليل صور متطورة قادرة على تمييز أهداف دقيقة، مثل شاحنات وقود الصواريخ. كما استعانت إسرائيل بعشرات العملاء المحليين المنتشرين تحت أغطية أمنية عميقة لتقديم معلومات ميدانية عالية الدقة.

واستهدفت الضربة الافتتاحية ما يزيد على 10 مسؤولين وعلماء إيرانيين في المجالات النووية، إلى جانب مواقع دفاع جوي، ومنشآت صاروخية، ومناطق قريبة من مواقع نووية حساسة، بحسب المصادر. وعلى الرغم من أن الضربة لم تحقق حتى الآن هدفها الأوسع المتمثل في تفكيك البرنامج النووي الإيراني، إلا أنها كشفت عن تفوق جوي واستخباراتي إسرائيلي شبه مطلق، وعمق التغلغل في الداخل الإيراني.

ارتباك إيراني وإجراءات مضادة
وبحسب سكاي نيوز، رافقت الضربة تحذيرات من المسؤولين الإيرانيين بشأن عمليات اختراق عبر الهواتف المحمولة وهجمات محتملة بواسطة طائرات مسيّرة صغيرة الحجم، وسط مؤشرات على ارتباك أمني واسع في طهران.

وتشير الحملة الإسرائيلية، بحسب مراقبين، إلى تتويج لسنوات من العمل الاستخباراتي المركّز، وتُبرز قدرة الموساد على تنفيذ عمليات دقيقة في عمق الأراضي الإيرانية. ويؤكد مسؤولون غربيون أن العملية مثّلت “تفوقًا استخباراتيًا غير مسبوق”، في وقت تواصل فيه إيران إطلاق تحذيرات داخلية وتكثيف الإجراءات الأمنية، وهو ما اعتبره البعض دليلاً على حالة من الذعر الداخلي.

وتعزز هذه العملية سجل الموساد المعروف بعملياته النوعية، بما في ذلك اغتيالات بارزة في السنوات الأخيرة، وآخرها نشره لمقاطع توثق عمليات جرت داخل إيران، ما يبعث برسائل واضحة بشأن قدراته التشغيلية المتقدمة.