قبل انخراط واشنطن في الصراع.. إنذارات بشأن أوراق عسكرية قوية بحوزة إيران!

إيلاف من واشنطن: في ظل تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل، ومع تصاعد التصريحات الأمريكية بشأن “الخطر النووي الإيراني”، حذر الصحفي الروسي أندريه ياشلافسكي من أن واشنطن تقترب من شفا مواجهة عسكرية مفتوحة مع طهران، معتبرًا أن الموقف الراهن يعيد إلى الأذهان سيناريوهات سابقة لتبرير الحروب، كتلك التي سبقت غزو العراق.
وفي مقال نشر على موقع قناة RT الروسية، علق ياشلافسكي على تصريحات نائب الرئيس الأميركي، جي دي فانس، الذي قال إن إيران “على بُعد خطوة من امتلاك السلاح النووي”، مؤكدًا أن هذا الخطاب “يكرر أسطوانة التهديد النووي التي تُستخدم لتبرير تغيير الأنظمة”.
وأضاف: “إنها قصة رعب جديدة، تمامًا كما حصل مع أنبوب اختبار كولن باول… الهدف الحقيقي هو الإطاحة بالنظام، ثم الاكتشاف لاحقًا أن طهران لم تكن تطوّر سلاحًا نوويًا أصلًا”.
إسرائيل تُشعل الجبهة… والولايات المتحدة تتأهب
ويرى الصحفي أن إسرائيل، من خلال ضرب البنية التحتية النووية الإيرانية، تسعى لإضعاف إيران لعقود مقبلة، مشيرًا إلى أن “النتيجة ستكون الفقر والاضطرابات التي ستقضي على إيران ببطء”. وفي هذا السياق، اعتبر أن تل أبيب “تجرّ الولايات المتحدة نحو مواجهة لا تخدم مصالحها المباشرة”.
وأشار ياشلافسكي إلى نتائج استطلاع حديث أجرته مجلة الإيكونوميست، أظهرت أن 60% من الأميركيين يعارضون الانخراط في حرب مع إيران، ما يبرز فجوة واضحة بين توجّه الرأي العام والقرار السياسي.
طهران قد تفاجئ الجميع
وفي تحليله لاحتمالات الرد الإيراني في حال توسع الصراع، نقل ياشلافسكي أن إيران قد ترد باستهداف شامل للقواعد الأميركية في الشرق الأوسط. وكتب: “الولايات المتحدة لن تكون قادرة على اعتراض الصواريخ الإيرانية الفرط-صوتية. بل من المحتمل أن تتمكن طهران من إغراق حاملتي طائرات أميركيتين، ما سيُشكل ضربة قاسية لصورة الردع الأميركي”.
كما اعتبر أن الانقسام داخل فريق ترامب للأمن القومي يعكس خشية حقيقية من الدخول في مواجهة مع قوة إقليمية مجهولة الإمكانات العسكرية. وقال: “لا أحد في واشنطن يعرف بدقة ما الذي تخبئه إيران من أوراق استراتيجية”.
باحثة أكاديمية تحذر: إسرائيل قد تجر أميركا إلى حرب لا تريدها
من جانبها، رأت المستشرقة والأكاديمية بجامعة تايلور الماليزية، جوليا روكنفارد، أن اغتيال إسماعيل هنية في طهران في يوليو 2024 مثّل تصعيدًا خطيرًا كشف عن ثغرات أمنية داخل العاصمة الإيرانية. واعتبرت أن “ردود الفعل الإيرانية المحدودة حتى الآن تثير الاستغراب”.
وفي تعليقها على الملف النووي الإيراني، أوضحت روكنفارد أن الحديث عن ربط البرنامج النووي بطبيعة النظام الحاكم في طهران “قد يكون مضللًا”، معتبرة أن “إيران دفعت إلى هذا الطريق بفعل الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي وعدم تحقيق أي جدوى اقتصادية منه”.
واختتمت بالتحذير من الوضع الراهن الذي وصفته بأنه “الأكثر خطورة منذ سنوات”، مضيفة: “الولايات المتحدة لديها حليف يمتلك أسلحة نووية في المنطقة، هو إسرائيل. وإذا استمرت تل أبيب في الضغط، فقد تجد واشنطن نفسها منخرطة في صراع يناقض تمامًا وعود ترامب الانتخابية بسحب القوات والتركيز على التحدي الصيني”.