إيران تخفي قنابلها في جبل فوردو… وإسرائيل تقترب من اتخاذ قرار نووي نهائي

إيران تخفي قنابلها في جبل فوردو… وإسرائيل تقترب من اتخاذ قرار نووي نهائي

إيلاف من واشنطن: في حوار تلفزيوني نادر، كشف وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، عن تفاصيل جديدة تتعلق باستراتيجية بلاده ضد البرنامج النووي الإيراني، مشيرًا إلى أن إسرائيل نفذت هجمات جوية حديثة فوق طهران استهدفت مواقع مرتبطة بتلك القدرات، فيما لم يستبعد أن تحتاج بلاده إلى دعم أميركي مباشر لاستهداف منشأة “فوردو” المحصّنة.

المقابلة، التي أجرتها الإعلامية بيانا غولودريغا عبر شاشة شبكة CNN، تناولت بشكل مباشر فرضية انضمام الولايات المتحدة إلى العمليات العسكرية التي تهدف إلى “القضاء الكامل” على المشروع النووي الإيراني، والذي تصفه إسرائيل بأنه يشكل “تهديدًا وجوديًا”.

“حققنا إنجازات حاسمة، ليس فقط عبر استهداف منشآت مثل نطنز وأصفهان، بل أيضًا عبر إحباط خطط قادة البرنامج النووي”، هكذا أجاب ساعر حين سُئل عن المدى الذي يمكن أن تبلغه إسرائيل في مساعيها.

وبينما أقرّ الوزير الإسرائيلي بأن قدرات بلاده العسكرية لا تتضمن القاذفات الإستراتيجية الثقيلة مثل “بي-52” أو القنابل الخارقة للتحصينات التي تمتلكها أميركا فقط، أوضح أن “الولايات المتحدة دولة ذات سيادة، وتقرر ما تفعله بناء على مصالحها، ونحن نثمّن دعمها، لكن لا نتحدث باسمها”.

ورغم تحفظه عن الخوض في تفاصيل التعاون الثنائي، أشار ساعر إلى أن إسرائيل “لن تنتظر” إذنًا خارجيًا للدفاع عن نفسها، قائلاً: “سنبذل كل ما في وسعنا لوقف تقدم إيران نحو سلاح نووي، وقد فعلنا ذلك بالفعل في لحظة حاسمة”.

وفي ما يبدو أنه تأكيد على استمرار العمليات، أضاف: “هاجمنا ليلًا أهدافًا في طهران ترتبط مباشرة بالبرنامج النووي، وهذا تطوّر بالغ الأهمية”، موضحًا أن هناك أهدافًا أخرى لا تزال قيد المتابعة، تشمل برنامج الصواريخ والقدرات الاستراتيجية.

وحين سُئل ساعر عن مدى اقتراب إيران من امتلاك القنبلة، ردّ بحزم: “كان تقييمنا أنهم على بعد أقل من 6 أشهر، وقد خصّبوا موادًا تكفي لصنع 9 قنابل نووية، لذلك تحركنا سريعًا”.

ورغم ما تم تحقيقه، شدد الوزير الإسرائيلي على أن المهمة “لم تنتهِ بعد”، مؤكدًا أن إسرائيل تواصل مراقبة وتعطيل البنية التحتية للبرنامج، بما يشمل المنشآت والكوادر البشرية.

من الجدير بالذكر أن منشأة “فوردو”، المبنية في عمق جبل جنوبي إيران، تُعد من أكثر المواقع تحصينًا، ما يجعل استهدافها تحديًا عسكريًا كبيرًا حتى للقوى العظمى.

هذا التصعيد العلني في اللهجة الإسرائيلية، والذي يأتي في سياق توتر متزايد إقليميًا، يثير تساؤلات حول ما إذا كانت واشنطن، في ظل رئاسة دونالد ترامب الثانية، ستختار الانخراط عسكريًا في هذا المسار، أم ستكتفي بالدعم الاستخباراتي واللوجستي.