من غزة إلى الذكاء الاصطناعي: العرب يحددون ملامح العقد المقبل في “قمة بغداد”

اختتمت القمة العربية في بغداد (الرابعة والثلاثين) أعمالها بإعلان ختامي شامل يعكس تطلعات الشعوب العربية في مجالات الإغاثة والتنمية والتكامل الاقتصادي والتكنولوجي، وقد هيمنت قضيتا دعم غزة ورفع العقوبات عن سوريا على النقاشات إلى جانب إطلاق مبادرات استراتيجية غير مسبوقة تمهد لمرحلة عربية جديدة.
أكد البيان الختامي على دعم الخطة العربية الإسلامية لإعادة إعمار غزة، داعياً المجتمع الدولي والدول الأعضاء إلى تمويلها بشكل عاجل، وطالبت القمة بفتح جميع المعابر الإنسانية لإيصال المساعدات الغذائية والطبية إلى القطاع، مشددة على ضرورة احترام القانون الدولي الإنساني.
رحبت القمة برفع العقوبات الأميركية عن سوريا، معتبرة ذلك خطوة إيجابية نحو إعادة الإعمار وعودة اللاجئين، مع التأكيد على الحفاظ على وحدة وسيادة سوريا، ورفع العقوبات المفروضة على قطاع الطاقة لِما لها من أثر سلبي على معيشة المواطن السوري.تكامل اقتصادي وتنموي شاملإطلاق «العهد الاقتصادي العربي المشترك» كمشروع طموح لتأسيس فضاء اقتصادي عربي متكامل وقادر على المنافسة، وتحفيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص.وذلك بجانب مبادرة الأمن الغذائي «مبادرة الحبوب» لضمان التوزيع العادل للغذاء والمياه في المستقبل، ومشاريع بنية تحتية وتنموية في اليمن والسودان وفلسطين، مع تأكيد أهمية استكمال متطلبات الاتحاد الجمركي العربي.الذكاء الاصطناعي في صدارة العمل المشتركأطلقت القمة مبادرة غير مسبوقة في العالم العربي، تمثلت في إنشاء «المركز العربي للذكاء الاصطناعي» في بغداد، وتأسيس مبادرة عربية للبحث العلمي في الذكاء الاصطناعي، مع دعوة لإبرام معاهدة دولية لتنظيم الذكاء الاصطناعي، اقترحتها البحرين، لضمان الاستخدام الآمن والإنساني للتقنيات.الأمن السيبراني والتقنيات الناشئةشدد البيان على أهمية الأمن السيبراني لحماية البنى التحتية والبيانات، ورحب بإنشاء مجلس وزراء الأمن السيبراني العرب في الرياض، و«مبادئ الجزائر» للتصدي لاستخدام التقنيات المالية في الإرهاب.تمكين الشباب والابتكار التمويليدعمت القمة إطلاق عدة مؤتمرات شبابية وتنموية، مع الدعوة إلى تطوير آليات تمويل مبتكرة للمشاريع الاستراتيجية في العالم العربي، تحقيقاً لأهداف التنمية المستدامة.الفضاء والبيئة والطاقة المتجددةدعم مشروع القمر الصناعي «المنور» البحريني كجزء من تعزيز الريادة الفضائية، وإقرار مشروع محطات الطاقة الشمسية للاجئين في المخيمات العربية، مع اعتماد الخطة العربية للأمن المائي 2030 وإنشاء تحالف عربي لحماية الموارد المائية.جاء إعلان قمة بغداد كتجسيد لرؤية عربية موحدة لمواجهة التحديات، بدءاً من الأزمات الإنسانية، مروراً بـالتكامل الاقتصادي والتنموي، وصولاً إلى قيادة مستقبل الذكاء الاصطناعي في العالم العربي، إنه إعلان عهد جديد لعالم عربي أكثر تنسيقاً واستعداداً لصياغة مستقبله بيديه.