غويانا: ثروة نفطية غير مسبوقة والشعب يعيش في فقر مستمر

غويانا: ثروة نفطية غير مسبوقة والشعب يعيش في فقر مستمر

تتجه غويانا، الدولة الصغيرة في أميركا الجنوبية صاحبة أكبر احتياطيات نفطية بالنسبة للفرد في العالم، إلى الانتخابات الرئاسية يوم الاثنين، في محاولة للهروب من «لعنة الموارد» التي ابتُليت بها دول أخرى غنية بالنفط.

غويانا مزدهرة

وسجلت البلاد نمواً اقتصادياً قياسياً بلغ 43.6% عام 2024، وفقاً لحكومة عرفان علي، فيما تضاعف حجم الموازنة أربع مرات خلال خمس سنوات ليصل إلى 6.7 مليار دولار بحلول 2025.

طفرة نفطية لم تنعكس على حياة سكان غويانا

لكن الطفرة النفطية لم تنعكس بعد على حياة الكثير من سكان غويانا، الذين يعيشون في فقر رغم وفرة الموارد.في حي «شاتو مارغو» بالعاصمة جورجتاون، يعيش شون فيرير (52 عاماً) مع زوجته نعومي وأطفاله الخمسة في كوخ خشبي صغير بلا مياه جارية أو كهرباء، باستثناء لوح شمسي يوفر إضاءة محدودة، ويعمل فيرير حارس أمن 12 ساعة يومياً، سبعة أيام في الأسبوع، مقابل 110 آلاف دولار غاياني (525 دولاراً أميركياً) شهرياً.وقال فيرير: «الحياة قاسية، انظر كيف أعيش، من المفترض أن أعيش أفضل من هذا إذا كنت أستفيد، الكبار هم من يحصلون على المال، وليس الفقراء».ومع إقراره بأن المساعدات الحكومية للأطفال ارتفعت إلى 100 ألف دولار غاياني (478 دولاراً) سنوياً لكل طفل منذ طفرة النفط، أكد أنها غير كافية لتغيير أوضاعهم.

إنشاءات وطرقات في أرجاء غويانا

في المقابل، تُرى مشاريع إنشاءات وطرقات في أرجاء غويانا، إذ تنفذ الحكومة أكثر من 5 آلاف مشروع عام، بحسب وزير الأشغال العامة خوان إدغيل.وتخطط غويانا لزيادة إنتاجها النفطي من 650 ألف برميل يومياً إلى أكثر من مليون برميل بحلول 2030، مع توجيه العوائد نظرياً إلى صندوق سيادي.لكن مرشحة المعارضة أمانزيا والتون- ديزير شككت في نهج الحكومة، قائلة: «لدينا ثروة لم يسبق أن حصلنا عليها من قبل، والشعب ما زال فقيراً».

تفاقم التضخم

وأضافت أن الإنفاق على البنية التحتية والدعم المباشر يفاقم التضخم، الذي يبلغ رسمياً نحو 4%، لكنه محسوس أكثر لدى السكان الذين يواجهون ارتفاعاً كبيراً في أسعار الغذاء.وتابعت: «سياسة الاقتصاد بالتنقيط التي تواصل الحكومة اتباعها، لن تنجح»، متهمة السلطات بالفساد، ومؤكدة أن «41 سنتاً يُهدر من كل دولار يُصرف على البنية التحتية».وكرر الناشط المدني كريس رام المخاوف بشأن تكاليف المعيشة «التي باتت بعيدة عن متناول الكثيرين»، مشيراً إلى أولويات خاطئة، مثل بناء مستشفيات بلا فرق طبية أو معدات أو كهرباء موثوقة.وقال: «أسهل شيء هو إنفاق المال، ويصبح الأمر أسهل عندما لا يكون المال مالك»، وأضاف: «لدينا مبانٍ جميلة بالفعل، تبدو رائعة، إذا كنت من محبي قص شريط الافتتاح».(أ ف ب)