من فول الصويا إلى التعريفات الجمركية: الصين والولايات المتحدة تواجهان تحديًا جديدًا في مفاوضات واشنطن

من فول الصويا إلى التعريفات الجمركية: الصين والولايات المتحدة تواجهان تحديًا جديدًا في مفاوضات واشنطن

يعتزم كبير المفاوضين التجاريين الصينيين، لي تشنغ قانغ، السفر إلى واشنطن هذا الأسبوع للقاء مسؤولين أميركيين، وفقاً لما ذكره متحدث باسم الحكومة الأميركية، والسبب هو أن الدولتين تطلعان إلى رسم مسار يتجاوز هدنة التعريفات الجمركية الحالية.
وسيتولى نائب رئيس الوزراء هيه، المسؤول الاقتصادي الرئيسي في الصين، ووزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت هذا الدور.
وقد أفادت صحيفة وول ستريت جورنال لأول مرة يوم الاثنين بأن لي سيزور واشنطن.

قلق الرسوم الجمركية على الأبواب

يترقب التجار على جانبي المحيط الهادئ ما إذا كان تمديد الرسوم الجمركية الأخير لهذا الشهر سيصبح دائماً، أم أن ترامب سيُحدث مرة أخرى اضطراباً في سلاسل التوريد العالمية بموجة جديدة من الرسوم الجمركية الباهظة على الواردات الصينية.يُخزّن تجار التجزئة الأميركيون البضائع استعداداً لموسم أعياد نهاية العام الحاسم، بينما يقول المنتجون الصينيون -المُستبعدون من أكبر اقتصاد استهلاكي في العالم- إنهم في «وضع بقاء»، ويكافحون لتأمين حصة سوقية في أماكن أخرى للبقاء على قيد الحياة.اتفق أكبر اقتصادين في العالم في 11 أغسطس آب على تمديد هدنة الرسوم الجمركية لمدة 90 يوماً أخرى، مع تثبيت رسوم بنسبة 30% على الواردات الصينية و10% على السلع الأميركية. تم التفاوض على هذا التمديد بشكل كبير في أواخر يوليو تموز في ستوكهولم، في اجتماع ترأسه هي وبيسنت، وحضره لي والممثل التجاري الأميركي جيمسون جرير.يحذر الاقتصاديون من أنه بمجرد أن تتجاوز رسوم ترامب الجمركية 35%، فإنها تصبح باهظة للغاية بالنسبة للمصدرين الصينيين.

التعاون الزراعي الصيني الأميركي في خطر

وقال السفير شيه فنغ في كلمة ألقاها خلال فعالية لصناعة فول الصويا في واشنطن يوم الجمعة: «الرسوم الأميركية متفشية، وتلقي بظلالها على التعاون الزراعي الصيني الأميركي»، واصفاً خطط إدارة ترامب للحد من مشتريات الأراضي الزراعية من قبل «الخصوم الأجانب»، بما في ذلك الصين، بأنها «تلاعب سياسي».أصبحت الزراعة نقطة خلاف رئيسية، إذ يتجنب المشترون الصينيون المنتجات الزراعية الأميركية، مثل فول الصويا -الخاضع الآن لرسوم جمركية بنسبة 23%- ما يضع المزارعين الأميركيين في موقف حرج.يقول محللون إن تكثيف الصين مشترياتها الزراعية سيؤثر سلباً بشكل كبير على فائضها التجاري مع الولايات المتحدة، وقد كانت هذه هي الطريقة التي سعت بها بكين إلى الوفاء بالتزامها بشراء المزيد من الصادرات الأميركية بموجب اتفاق «المرحلة الأولى» المبرم خلال ولاية ترامب الأولى عام 2020، ولم تُنفذ هذه التعهدات الشرائية بعد تفشي جائحة كورونا، ومنذ ذلك الحين، حولت الصين مشتريات فول الصويا إلى البرازيل بشكل كبير.

مقترحات الجانب الصيني لتجنب الرسوم

قال شو تيانشن، كبير الاقتصاديين في وحدة الإيكونوميست للاستخبارات ومقرها بكين: «ستشمل طلبات الصين تخفيض الرسوم الجمركية، وربما إتاحة الوصول إلى أحدث التقنيات الأميركية»، ومن غير الواضح تماماً ما إذا كان البيت الأبيض سيقبل هذه المقترحات، وما الذي سيطلبه في المقابل.ومن المنطقي أن تزيد الصين مشترياتها من السلع الزراعية لخفض العجز التجاري الأميركي، مشيراً إلى أن بكين اتخذت خطوات لخفض مشترياتها من السلع الزراعية الأميركية.وتأتي زيارة لي في أعقاب ثلاث جولات سابقة من المفاوضات التجارية بين البلدين منذ مايو أيار، في جنيف ولندن، وفي وقت سابق من هذا الشهر، في ستوكهولم.كانت آخر زيارة لمفاوض تجاري صيني كبير للولايات المتحدة في نوفمبر 2023، عندما التقى هي ليفينغ بوزيرة الخزانة الأميركية آنذاك جانيت يلين في سان فرانسيسكو، قبل قمة قادة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ لعام 2023 في المدينة.كان نائب رئيس مجلس الدولة آنذاك ليو هي، سلف هي ليفينج، آخر مسؤول تجاري صيني رفيع المستوى يسافر إلى واشنطن لإجراء محادثات ثنائية، حيث وقع على اتفاق التجارة «المرحلة الأولى» مع إدارة ترامب في يناير كانون الثاني 2020، وهو ما يلزم بكين بزيادة مشترياتها من الصادرات الأميركية بمقدار 200 مليار دولار على مدى عامين.(رويترز)