البناء والكهرباء: الذكاء الاصطناعي يعيد هيكلة صناعات بمليارات الدولارات

يتوسع استخدام الذكاء الاصطناعي يوماً بعد يوم ويظهر في قطاعات جديدة، لكن ثورة التقنية الجديدة لما تتوقف عن التغلغل في حياة ملايين الأشخاص في العالم بل امتدت لتشمل إعادة صياغة قطاعات اقتصادية بمليارات الدولارات.
المطورون العقاريون يتجهون إلى مراكز البيانات
وانخفضت أسعار المكاتب في الولايات المتحدة بأكثر من 40% عن ذروتها قبل الجائحة، وبلغت معدلات شغور المكاتب 20.4% في الربع الأول من عام 2025، وهو أعلى مستوى لها على الإطلاق، ولتوضيح ذلك بلغت ذروة ما بعد الأزمة المالية عام 2008 نحو 17.5%.
وتعد لحظة إطلاق تشات جي بي تي في نوفمبر تشرين الثاني 2022 لحظة الانطلاق الحقيقية للتحول في بناء مراكز البيانات، فمنذ ذلك الحين تتدفق النفقات الرأسمالية على هذا المجال، ويتوافد المطورون بأعداد غفيرة.مع استمرار تراجع قطاع المكاتب، يتوقع تحويل مباني المكاتب إلى مراكز بيانات، ولا يقتصر الأمر على ارتفاع هائل في بناء مراكز البيانات الجديدة، بل سترتفع أيضاً عمليات التحويل.وتعهدت شركات التكنولوجيا الكبرى في أميركا، وهي مايكروسوفت وأبل وميتا وأمازون وغوغل، بتخصيص مئات المليارات من الدولارات لتحديث البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، وتخطى إجمالي تعهداتها خلال عام 2025 نحو 450 مليار دولار.
الطاقة محور رئيسي لتطوير الذكاء الاصطناعي
والأمر الأكثر غرابة هو أن توقعات استخدام الطاقة تُظهر أننا ما زلنا في مرحلة مبكرة، إذ وصل استهلاك طاقة مراكز البيانات إلى مستوى قياسي بلغ 5% من إجمالي الطلب على الطاقة في الولايات المتحدة.بحلول عام 2030، سيتجاوز استهلاك طاقة مراكز البيانات 10% من إجمالي الطلب على الطاقة في الولايات المتحدة، فثورة الذكاء الاصطناعي أكبر مما تتصور.بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن يُمثل استهلاك مراكز البيانات ما يصل إلى 40% من صافي الطلب الجديد المُضاف حتى عام 2030.بشكل عام، من المتوقع أن ينمو الطلب على الكهرباء في مراكز البيانات بمعدل نمو سنوي مركب يزيد على 23% حتى عام 2030.بينما يتحدث الجميع عن رقائق الذكاء الاصطناعي تستثمر الصين في الطاقة، فالعائق الحقيقي أمام الذكاء الاصطناعي على المدى الطويل ليس عدد الرقائق التي يُمكن إنتاجها، بل كمية الطاقة التي يُمكن إنتاجها.قامت الصين بتركيب 464 غيغاواط من الطاقة الشمسية خلال 12 شهراً حتى يونيو حزيران 2025.وتطلق العديد من الشركات والدول مشروعات ضخمة في مجال الطاقة بمليارات الدولارات لدعم خططها للمنافسة على ريادة الذكاء الاصطناعي.
استثمارات ضخمة وتأثير ممتد
أعلنت شركة ميتا وحدها عن مركز بيانات للذكاء الاصطناعي بقيمة 10 مليارات دولار في لويزيانا، بالنظر إلى المستقبل يعتقد أن فرص الاستثمار المتعلقة بالذكاء الاصطناعي ستتوسع بشكل كبير.ويُعادل الذكاء الاصطناعي وضع الإنترنت في أواخر التسعينيات، عندما كانت أمازون تُحاول إنشاء عربة تسوق إلكترونية، ويُعدّ الذكاء الاصطناعي التكنولوجيا الأكثر تأثيراً منذ أكثر من 25 عاماً.يشهد الاقتصاد الكلي تحولاً ضخماً بسبب الذكاء الاصطناعي، وتأثيره يمتد ليشمل الأسهم والسلع والسندات والعملات المشفرة.