داو جونز يسجل ارتفاعًا يتجاوز 800 نقطة ويصل إلى مستوى تاريخي عقب تصريحات باول

داو جونز يسجل ارتفاعًا يتجاوز 800 نقطة ويصل إلى مستوى تاريخي عقب تصريحات باول

ارتفعت الأسهم يوم الجمعة، وأغلق مؤشر داو جونز عند أول مستوى قياسي له هذا العام بعد أن أشار رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إلى احتمال خفض أسعار الفائدة.

الأسواق ترحب بتصريحات باول

كان المستثمرون في جميع أنحاء العالم متناغمين مع خطاب باول في المنتدى السنوي للبنوك المركزية في جاكسون هول، وايومنغ، وقد رحبت الأسواق بتصريحاته التي أشارت إلى أن تغييراً في سياسة أسعار الفائدة قد يكون ضرورياً على الرغم من أن أي خفض لأسعار الفائدة سيكون استجابةً لتباطؤ النمو في سوق العمل، قال باول: «قد تستدعي التوقعات الأساسية وتوازن المخاطر المتغير تعديل موقفنا من السياسة النقدية».
وأضاف: «تتزايد مخاطر تراجع التوظيف، وإذا تحققت هذه المخاطر، فقد تكون سريعة وفي شكل تسريحات عمالية أعلى بكثير وارتفاع في معدلات البطالة».وتوقعت وول ستريت أن يتوخى باول الحذر بشأن التلميح إلى خفض أسعار الفائدة، لذا كانت إشارة البنك المركزي إلى احتمالية تفكيره في خفض أسعار الفائدة كافية لارتفاع الأسهم.وقال خوسيه توريس، كبير الاقتصاديين في شركة إنتراكتيف بروكرز: «المستثمرون متحمسون لاستئناف الاحتياطي الفيدرالي لدورة التيسير النقدي الشهر المقبل»، وأضاف: «إن تخفيض أسعار الفائدة يعزز معنويات المتداولين ويمهد الطريق لارتفاع أوسع نطاقاً حتى نهاية العام».وقد أبقى الاحتياطي الفيدرالي على سعر الفائدة القياسي ثابتاً منذ ديسمبر، ومن شأن خفض أسعار الفائدة الفيدرالية أن يخفض أسعار الادخار والاقتراض، ما يعزز الإنفاق والاستثمار، ويحفز النشاط التجاري، ما يخلق دعماً مستداماً لسوق الأسهم.يمكن أن يؤدي خفض أسعار الفائدة أيضاً إلى انخفاض عوائد السندات، ما يجعل الأصول ذات العائد المرتفع، مثل الأسهم، أكثر جاذبية للمستثمرين.اتخذ باول نبرة «حميمية» أكثر مما توقعته الأسواق، وفقاً لكريشنا جوها، نائب رئيس مجلس إدارة إيفركور آي إس آي. تعني هذه النبرة الحميمية أن باول أشار إلى قلقه بشأن سوق العمل والنمو، وأنه قد يكون مستعداً لخفض أسعار الفائدة لتحفيز النشاط الاقتصادي.وصرح ديفيد لاوت، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة أبوند فاينانشال، في رسالة بريد إلكتروني: «تشير تعليقات باول الحميمية في جاكسون هول إلى استعداد مجلس الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة في سبتمبر، وهو ما كان يأمل المستثمرون سماعه، نظراً للتباطؤ الأخير في سوق العمل».وأضاف لاوت: «تميل سوق الأسهم إلى تفضيل خفض أسعار الفائدة، وبما أن باول ألمح إلى احتمال خفضها في سبتمبر، فإننا نتوقع استمرار الاتجاه الصعودي للسوق على المدى القصير».ناقش باول المخاوف بشأن التضخم، الذي لا يزال يتجاوز هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2%، لكنه مال إلى الإقرار بأن خفض أسعار الفائدة قد يكون ضرورياً لدعم سوق العمل، وقال: «بالطبع، لا يمكننا الاستهانة باستقرار توقعات التضخم، ومهما يكن، لن نسمح لارتفاع لمرة واحدة في مستوى الأسعار أن يصبح مشكلة تضخم مستمرة».

انقسام الرأي بشأن تصريحات باول

انقسمت وول ستريت حول ما إذا كان باول سيلمح إلى خفض أسعار الفائدة أم سيشير إلى أن حالة عدم اليقين بشأن التضخم تُعطي مصداقية لنهج الانتظار والترقب.ارتفعت أسعار السندات بشكل حاد يوم الجمعة، حيث استوعب المتداولون تصريحات باول حول احتمالية إجراء تخفيضات.صرحت كارول شليف، كبيرة استراتيجيي السوق في قسم إدارة الثروات الخاصة في بنك مونتريال، في رسالة بريد إلكتروني: «ارتفعت الأسهم والسندات بشكل مفاجئ للغاية عندما فتح الرئيس باول الباب أمام خفض أسعار الفائدة في سبتمبر».انخفضت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عامين وعشرة أعوام و30 عاماً، حيث تهافت المستثمرون على السندات للاحتفاظ بأسعار فائدة مرتفعة قبل خفض محتمل لسعر الفائدة من قِبَل الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر.تتداول العوائد والأسعار في اتجاهين متعاكسين، إذا كان من المتوقع أن يخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة، فسيتهافت المستثمرون على السندات لتأمين أسعار الفائدة المرتفعة الحالية، ما يدفع العوائد إلى الانخفاض.أفاد تشيب هيغي، المدير الإداري للدخل الثابت في شركة ترويست للخدمات الاستشارية، في رسالة بريد إلكتروني: «لقد فتح رئيس الاحتياطي الفيدرالي باول الباب بوضوح أمام خفض سعر الفائدة بنسبة 0.25% في اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في سبتمبر، ويعتمد ذلك إلى حد كبير على التباطؤ الأخير في سوق العمل».يُقدّر المتداولون الآن احتمالية خفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة في سبتمبر بنسبة 89%، ارتفاعاً من 75% قبل أن يبدأ باول تصريحاته.في الوقت نفسه، انخفض مؤشر تقلب بورصة شيكاغو، وهو مقياس الخوف في وول ستريت، بنسبة 13%، ما يشير إلى هدوء نسبي في الأسواق، انخفض مؤشر الدولار الأميركي، الذي يقيس قوة الدولار مقابل ست عملات رئيسية، بنسبة 0.9% وسط توقعات بخفض أسعار الفائدة ومؤشرات على تباطؤ النمو الاقتصادي.(جون توفيغي CNN)