الإفلاس كخطوة نحو الازدهار: ترامب وسط حكايات مثيرة عن شركات كبرى

الإفلاس كخطوة نحو الازدهار: ترامب وسط حكايات مثيرة عن شركات كبرى

كلمة «إفلاس» قد تحمل وقعاً سلبياً لدى الكثيرين، إذ ترتبط في الأذهان بالانهيار والفشل، لكنها بالنسبة لآخرين كانت نقطة الانطلاق نحو القمة وصناعة الثروة، وبين هؤلاء شخصيات عالمية بارزة مثل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ووالت ديزني، وهنري فورد، الذين حوّلوا فشلهم المالي إلى قصص نجاح ملهمة.

من مفلس إلى رئيس

لم يسمح ترامب للإفلاس بأن يُحدد مساره، بل استخدم علامته التجارية الخاصة، التي ارتبطت بالثراء والرفاهية، للتركيز على الترفيه، وبصفته مُقدم برنامج الواقع «المتدرب» آنذاك، أعاد ترامب ابتكار نفسه كرجل أعمال بارع.
والآن تجده يترأس أقوى اقتصاد بالعالم، ويتربع على عرش رجال الأعمال باسمه الذي ارتبط بالثراء والشهرة تارة بعطر عليه صورته وتارة أخرى بهواتف ذكية تحمل اسمه.

40 دولاراً فقط في محفظة والتر ديزني

في عام 1923، أعلن أول استوديو للرسوم المتحركة لشركة والت ديزني، وهو استوديو لاف-أو-جرام، إفلاسه بسبب سوء الإدارة المالية وعدم القدرة على تأمين التمويل الكافي، حتى إن محفظته كان بها فقط 40 دولاراً.ترك هذا الفشل والتر إلياس ديزني مؤسس الشركة غارقاً في الديون، بلا مسار واضح للمضي قدماً، لكن انتقل ديزني إلى هوليوود مع شقيقه روي، وبدأ بداية جديدة بتأسيس استوديو ديزني براذرز.

ميلاد ميكي ماوس

في عام 1928، واجه ديزني انتكاسة كبيرة أخرى، عندما خسر حقوق شخصية أوزوالد الأرنب المحظوظ لصالح موزعه، ولكنه ابتكر شخصية جديدة، هي ميكي ماوس، وحقق إصدار فيلم «ستيمبوت ويلي»، نجاحاً فورياً لشخصية ميكي، وأنقذ الاستوديو من الانهيار.مع نجاح ميكي ماوس، توسعت ديزني بسرعة، مُبتكرةً شخصياتٍ أيقونية مثل ميني ماوس ودونالد داك، وأنتجت لاحقاً أول فيلم رسوم متحركة طويل، سنو وايت والأقزام السبعة في1937.أدى هذا النجاح إلى تحوّل ديزني لاند إلى إمبراطورية ترفيهية عالمية، وبلغت القيمة الصافية لشركة ديزني 213.84 مليار دولار حتى 22 أغسطس آب 2025، بحسب كومبانيز ماركب كاب.

الفشل درساً لفورد

شهد هنري فورد الفشل، ليس مرة واحدة، بل مرتين قبل تأسيس شركة فورد للسيارات التي نعرفها اليوم، انهار أول مشروعين له في مجال السيارات -شركة ديترويت للسيارات وشركة هنري فورد- كلاهما. تأسست شركة ديترويت للسيارات، أول مشروع تجاري لهنري فورد، في عام 1899 ولكنها فشلت بسبب سوء الإدارة، وتكاليف الإنتاج المرتفعة، وفي عام 1901، أفلست محاولة فورد الثانية، شركة هنري فورد، بعد محاولتها الجاهدة لكسب الدعم في سوق السيارات التنافسية.لكن بدلاً من الاستسلام، حلل فورد مكامن الخلل، واستفاد من دروس إخفاقاته وأنشأ شركة فورد للسيارات عام 1903، وهذه المرة، ركز على تحسين التصميم وعملية الإنتاج وجعل السيارات في متناول الجميع لأن تصل قيمتها السوقية إلى 46.5 مليار دولار حتى تاريخ اليوم بحسب كومبانيز ماركب كاب. تشترك هذه القصص في قاسم مشترك، هو أن الإفلاس والفشل لم يكونا نهاية المطاف، بل كانا فرصة لإعادة البناء بأسس أقوى.