ترامب يثير قلق الأسواق: بوتين قد لا يكون مهتماً بإبرام اتفاق حول صراع أوكرانيا

ترامب يثير قلق الأسواق: بوتين قد لا يكون مهتماً بإبرام اتفاق حول صراع أوكرانيا

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الثلاثاء، إنه يأمل أن يمضي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قدماً في إنهاء الحرب في أوكرانيا، لكنه أقرّ بأن زعيم الكرملين قد لا يرغب في إبرام اتفاق على الإطلاق، مضيفاً أن هذا سيخلق «وضعاً صعباً» لبوتين.
قال ترامب، الذي سبق أن هدد بفرض عقوبات إضافية على روسيا والدول التي تشتري نفطها إذا لم يُبرم بوتين اتفاق سلام: «سنعرف ما سيحدث مع الرئيس بوتين خلال الأسبوعين المقبلين، من المحتمل أنه لا يرغب في إبرام صفقة».
وكانت أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون قد استبشروا خيرا بوعد ترامب بتقديم ضمانات أمنية للمساعدة في إنهاء الحرب خلال قمة استثنائية عُقدت يوم الاثنين، لكنهم يواجهون العديد من الأسئلة التي لم يُجب عنها، بما في ذلك مدى استعداد روسيا للمشاركة.وأشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بمحادثات يوم الاثنين في البيت الأبيض مع الرئيس الأميركي، ووصفها بأنها «خطوة كبيرة إلى الأمام» نحو إنهاء أعنف صراع تشهده أوروبا منذ 80 عاماً، ونحو عقد اجتماع ثلاثي بين بوتين وترامب في الأسابيع المقبلة.وكان زيلينسكي محاطاً بقادة الحلفاء، بما في ذلك ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، في القمة، وتناقضت علاقته الودية مع ترامب بشكل حاد مع اجتماعهما الكارثي في المكتب البيضاوي في فبراير شباط. لكن بعيداً عن الصورة، لا يزال طريق السلام غامضاً للغاية، وقد يُجبر زيلينسكي على تقديم تنازلات مؤلمة لإنهاء الحرب، التي بدأت بغزو روسي شامل في فبراير 2022، ويقول محللون إن أكثر من مليون شخص قُتلوا أو جُرحوا في الصراع.في حين أتاحت محادثات واشنطن شعوراً مؤقتاً بالارتياح في كييف، لم يهدأ القتال. وقالت القوات الجوية الأوكرانية إن روسيا أطلقت 270 طائرة مسيرة و10 صواريخ في هجوم ليلي على أوكرانيا، وهو الأكبر هذا الشهر.وقالت وزارة الطاقة إن روسيا استهدفت منشآت طاقة في منطقة بولتافا الوسطى، موطن مصفاة النفط الوحيدة في أوكرانيا، ما تسبب في حرائق كبيرة.وقال جون فورمان، الملحق العسكري البريطاني السابق لدى كييف وموسكو، لرويترز: «الخبر السار هو أنه لم يحدث انفجار (في البيت الأبيض).. لم يطالب ترامب أوكرانيا بالاستسلام ولم يقطع الدعم، كانت الأجواء إيجابية، والتحالف عبر الأطلسي لا يزال قائماً». على الجانب السلبي، هناك غموض كبير حول طبيعة الضمانات الأمنية وما يدور في خلد الولايات المتحدة تحديداً.كان من المقرر أن يعقد حلفاء أوكرانيا محادثات في إطار ما يُسمى «تحالف الراغبين» يوم الثلاثاء لمناقشة سبل المضي قدماً. وقال مصدر مطلع على الأمر إن رؤساء دفاع حلف شمال الأطلسي (الناتو) سيناقشون أيضاً الضمانات الأمنية لأوكرانيا يوم الثلاثاء، دون ذكر المزيد من التفاصيل.

روسيا لم تعلن سلاماً بعد

لم تُعلن روسيا أي التزام صريح بعقد اجتماع بين بوتين وزيلينسكي، وأفاد وزير الخارجية سيرجي لافروف يوم الثلاثاء بأن موسكو لم ترفض أي صيغة لمناقشة عملية السلام في أوكرانيا، لكن أي اجتماع للقادة الوطنيين «يجب أن يُحضّر بأقصى درجات الدقة».حذّر بوتين من أن روسيا لن تتسامح مع وجود قوات من حلف الناتو على الأراضي الأوكرانية، كما لم يُبدِ أي إشارة للتراجع عن مطالبه بالأراضي، بما في ذلك الأراضي غير الخاضعة للسيطرة العسكرية الروسية، عقب محادثات القمة التي عقدها مع ترامب يوم الجمعة الماضي في ألاسكا.لم يُحدد ترامب شكل أي ضمانات أمنية أميركية يمكن أن تتخذها، وفي ألاسكا، تراجع عن إصراره على موافقة روسيا على وقف إطلاق النار قبل بدء أي مفاوضات سلام جدية.قال نيل ملفين، مدير الأمن الدولي في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، إن روسيا قد تُطيل أمد الحرب بينما تحاول صرف الضغط الأميركي بمفاوضات سلام مطوّلة.أضاف: «أعتقد أن وراء هذا صراعاً بين أوكرانيا والأوروبيين من جهة، والروس من جهة أخرى، على ألّا يُقدموا أنفسهم لترامب على أنهم عقبة أمام عملية السلام التي يُجريها».وتابع: «إنهم جميعاً يتحركون بحذر حول ترامب» لتجنب أي لوم، مضيفاً أنه في ما يتعلق بالضمانات الأمنية، فإن «المشكلة هي أن ما قاله ترامب غامض للغاية لدرجة أنه من الصعب للغاية أخذه على محمل الجد».(رويترز)