مع اقتراب انتهاء فترة باول.. البيت الأبيض يُسرع في جهود اختيار رئيس الاحتياطي الفيدرالي.

رشّح الرئيس دونالد ترامب مؤخراً أحد مستشاريه الاقتصاديين لشغل منصب رئيس الاحتياطي الفيدرالي، وتتضح ملامح خطط اختيار رئيس الاحتياطي الفيدرالي القادم، فمن في القائمة؟
في الأسبوع الماضي فقط، شهد بحث ترامب عمّن سيقود أقوى بنك مركزي في العالم العام المقبل تحولاتٍ مُختلفة، ويُظهر هذا أن ترامب لا يدخر جهداً، لا سيما وأنه عبّر مراراً عن ندمه على ترشيح باول.
قال ترامب إنه لم يعد يفكر في ترشيح وزير الخزانة سكوت بيسنت لهذا المنصب، وفي غضون ذلك، حقق كريستوفر والر، المحافظ الحالي في بنك الاحتياطي الفيدرالي، تقدماً غير متوقع في أوساط الدائرة المقربة من الرئيس.ولا يزال اثنان من الجمهوريين يُدعيان كيفن -المحافظ السابق في بنك الاحتياطي الفيدرالي كيفن وارش، وخبير الاقتصاد في البيت الأبيض كيفن هاسيت- ضمن قائمة ترامب المختصرة.ومن المحتمل أيضاً أن يُثير ميران، في حال تأكيده، إعجاب الرئيس لدرجة ترقيته لقيادة بنك الاحتياطي الفيدرالي.أفادت صحيفة وول ستريت جورنال يوم الجمعة أن ترامب وسّع قائمة اختياراته المحتملة لرئاسة بنك الاحتياطي الفيدرالي، لتشمل الآن الرئيس السابق لبنك الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس جيمس بولارد.وقال ديريك تانغ، الخبير الاقتصادي في شركة الأبحاث والاستشارات «إل إتش ماير لتحليلات السياسة النقدية»: «سيكون من المثير للاهتمام أن نرى كيف ستسير الأمور، لأن كيفن وارش مرشحان مناسبان تماماً، لكن والر قد يكون الخيار الذي تفرضه السوق».
سمعة والر الطيبة تشد ساعده
عُيّن والر في مجلس إدارة الاحتياطي الفيدرالي من قِبل ترامب عام 2020، وحتى وقت قريب، كان قد بنى سمعة طيبة كجهة مؤثرة في سياسات الاحتياطي الفيدرالي.بعد أن رفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بقوة لكبح جماح التضخم في عامي 2022 و2023، استمع المستثمرون باهتمام إلى خطابات والر بحثاً عن مؤشرات حول موعد بدء محافظي البنوك المركزية أخيراً في خفض أسعار الفائدة. لمسؤولي الاحتياطي الفيدرالي تقليدٌ يتمثل في إطلاع وول ستريت مسبقاً على خططهم بشأن أسعار الفائدة من خلال مشاركاتهم العامة، المعروفة باسم «التوجيه الاستباقي».كريستوفر والر في واشنطن العاصمة، 13 فبراير شباط 2020، لسنوات، بنى سمعة طيبة كجهة مؤثرة في سياسات الاحتياطي الفيدرالي.في الأشهر الأخيرة، اختار والر أن ينأى بنفسه عن بقية أعضاء لجنة تحديد أسعار الفائدة في مجلس الاحتياطي الفيدرالي، والمؤلفة من 12 عضواً مصوّتاً.في الشهر الماضي، كان والر واحداً من اثنين من محافظي مجلس الاحتياطي الفيدرالي الذين عارضوا قرار المجلس الأخير بالإبقاء على تكاليف الاقتراض ثابتة للمرة الخامسة على التوالي، مؤيدين بدلاً من ذلك خفض أسعار الفائدة. كانت تلك هي المرة الأولى منذ عام 1993 التي يعارض فيها أكثر من محافظ واحد في مجلس الاحتياطي الفيدرالي قراراً سياسياً.في بيان يشرح فيه معارضته، قال والر إن «الرسوم الجمركية هي زيادات لمرة واحدة في مستوى الأسعار ولا تسبب تضخماً يتجاوز الزيادة المؤقتة»، وإن على مجلس الاحتياطي الفيدرالي التدخل بخفض أسعار الفائدة لمنع انهيار سوق العمل.عند عرض ترشيح والر على الرئيس، أشار مستشارو ترامب مراراً وتكراراً إلى معارضة والر، وقالت المصادر إن هذه المعارضة عززت بلا شك فرص والر في رئاسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
معركة آل كيفن
عندما هدّد ترامب بإقالة باول في الربيع، برز كيفن وارش سريعاً كبديل محتمل، وانضم إليه في النهاية مدير المجلس الاقتصادي الوطني كيفن هاسيت على قائمة المرشحين المحتملين لرئاسة الاحتياطي الفيدرالي.أفاد وارش، الحليف القديم لترامب، بأن الرسوم الجمركية الباهظة التي فرضها الرئيس لن تُفاقم التضخم، وهو موقف يتعارض مع الإجماع العام بين الاقتصاديين، وخلال خطاب ألقاه في ستانفورد، كاليفورنيا، في مايو أيار، قال وارش إن الاحتياطي الفيدرالي سيكون المسؤول إذا لم يستطع مكافحة الآثار المستمرة للتضخم الناجم عن الرسوم الجمركية.وقال برايان غاردنر، كبير استراتيجيي سياسات واشنطن في شركة ستيفل الاستثمارية: «من الواضح أن الرئيس يثق في كيفن وارش ويُقدّره تقديراً كبيراً، وكما فهمت، فإن أصهاره مقربون من عائلة ترامب، لذا هناك صلة شخصية بينهما».كان وارش مرشحاً سابقاً لرئاسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي خلال ولاية ترامب الأولى، ولكن تم اختيار باول في النهاية بناءً على نصيحة وزير الخزانة آنذاك ستيفن منوشين.ولكن قبل أن يُعزز معارضة والر مكانته مع ترامب، كان هاسيت يُعتبر المرشح الأوفر حظاً لرئاسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي.هاسيت، الحاصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد وله سجل حافل في دعم السياسيين الجمهوريين، كان من أبرز الداعمين لأجندة ترامب الاقتصادية الشاملة.على سبيل المثال، دافع هاسيت -مثل وارش- بشدة عن تعريفات ترامب الجمركية، في أوائل أبريل، عندما كشف ترامب عن زيادات هائلة في التعريفات الجمركية، صرّح هاسيت لشبكة إيه بي سي نيوز: «لا أعتقد أنكم سترون تأثيراً كبيراً على المستهلك في الولايات المتحدة»، لأن الدول ستتفاوض على صفقات تجارية مع الإدارة.وقال تانغ: «يفترض الناس أن هاسيت سيُرشّح في النهاية لأنه في البيت الأبيض، ولديه بالتأكيد درجة عالية جداً من الولاء، كونه كان مع ترامب منذ إدارته الأولى»، «ربما يشعر ترامب أنه يستطيع الوثوق به».قال كل من وارش وهاسيت إنه يجب أن يظل الاحتياطي الفيدرالي مستقلاً.(بريان مينا، CNN)