محادثات مكافحة التلوث البلاستيكي تصل إلى طريق مسدود، والتوصل إلى اتفاقية يبدو بعيد المنال.

محادثات مكافحة التلوث البلاستيكي تصل إلى طريق مسدود، والتوصل إلى اتفاقية يبدو بعيد المنال.

تواجه مفاوضات معاهدة عالمية بشأن التلوث البلاستيكي عرقلة من بعض الدول، ويأتي هذا بعدما انطلقت يوم الثلاثاء عشرة أيام من المحادثات لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاقية دولية ملزمة قانوناً، وسط تفاؤل من المنظمين بإمكانية التوصل إلى اتفاق لمعالجة آفة النفايات البلاستيكية والجزيئات البلاستيكية الدقيقة التي تُلحق الضرر بالكوكب.

تُعارض مجموعة من الدول أي أهداف للحد من إنتاج البلاستيك وتريد التركيز على جهود إعادة التدوير، ويشارك في المحادثات في مقر الأمم المتحدة بجنيف 184 دولة.
من الناحية الفنية، تُعتبر هذه المحادثات جلسةً مُستأنفةً من الجولة الخامسة – والتي يُفترض أنها الأخيرة- من المفاوضات، والتي انتهت بفشلٍ في بوسان، كوريا الجنوبية، في ديسمبر.بدلاً من الانجراف نحو أرضية مشتركة، «تتبلور المواقف»، كما ذكر مراقب من منظمة غير حكومية بعد حضوره جلسات نقاش، حيث يُناقش المفاوضون المواد الفنية للمعاهدة.تؤكد وثائق مكتوبة قدمتها الدول إلى موقع مفاوضات الأمم المتحدة، أن روسيا وإيران وكازاخستان وماليزيا ترفض التدابير المُلزمة للحد من إنتاج البلاستيك.ترغب معظم هذه الدول في أن يُستبعد المصدر البترولي للبلاستيك من أي معاهدة محتملة، وأن تركز الاتفاقية حصرياً على ما يحدث في المراحل اللاحقة، مثل جمع النفايات وفرزها وإعادة تدويرها.مع ذلك، فإن القرار الأولي المُعتمد عالمياً، والذي أسس للمفاوضات نحو معاهدة، توخى اتفاقاً يغطي دورة حياة البلاستيك بأكملها.وأكد المصدر الدبلوماسي: «إذا كان الهدف من النص هو مساعدة الدول النامية على إدارة نفاياتها بشكل أفضل فحسب، فلسنا بحاجة إلى معاهدة دولية للقيام بذلك». وأضاف: «نحن في مواجهة مع دول مستعدة تماماً لعدم وجود معاهدة».وأفاد مركز القانون البيئي الدولي بأنه في حين أن الدول الأكثر طموحاً قد قلصت بعض طموحاتها في محاولة للتوصل إلى توافق في الآراء، فإن مجموعة إل إم سي لم تتزحزح، ما يعني أن الحل الوسط أصبح الآن أقل بكثير.وقالت كيت بوناسيني، المتحدثة باسم مركز سيل: «هذا ليس تفاوضاً، إنه وضع رهينة، خاصةً عندما تعلم أن أموالك على وشك النفاد، ويريد الناس إنهاء العملية. سيحاولون استنزافنا وإرهاقنا».وأضافت «سمعنا دولاً منذ اليوم الأول تتساءل عما إذا كان ينبغي أن تكون هذه معاهدة خاصة بالبلاستيك أصلاً، وهذا مؤشر حقيقي على موقف بعض الدول».لم يتم التوصل إلى توافق في الآراء بشأن أحد بنود مسودة النص، بشأن وضع قائمة بالمواد الكيميائية التي تُعتبر خطرة على البيئة أو صحة الإنسان، وقد عارضت صناعة الكيماويات مثل هذه القائمة.حثت منظمة الصحة العالمية الدول على ضمان أن تتضمن المعاهدة حماية صحية قابلة للتنفيذ.قال تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، للصحفيين: «يشكل التلوث البلاستيكي مخاطر كبيرة ومتزايدة على صحة الإنسان».تؤثر هذه المخاطر بشكل غير متناسب على الفئات السكانية الضعيفة، بما في ذلك العمال المعرضون لمخاطر مهنية، والمجتمعات القريبة من مواقع استخراج النفايات وإنتاجها والتخلص منها.العديد من المواد الكيميائية المضافة إلى البلاستيك أثناء تصنيعه خطرة، بما في ذلك المواد المسببة لاضطرابات الغدد الصماء، والمرتبطة باختلال التوازن الهرموني، واضطرابات الإنجاب، والعقم، وأمراض الكلى، والسرطان.وأضاف روديجر كريش، مدير البيئة في وكالة الصحة التابعة للأمم المتحدة، أنه في ما يتعلق بالبلاستيك وصحة الإنسان، «كلما تعمقنا في البحث، وجدنا المزيد، قبل عشرين عاماً لم نكن نعرف مدى خطورته، ندرس الآن المواد البلاستيكية النانوية الموجودة في أدمغة الكثير من الناس؛ ونرى أيضاً أنها مرتبطة بالعديد من الأمراض».(أ ف ب)