12 مليارديرًا في عائلة واحدة: استكشف إمبراطورية كارجيل-ماكميلان

12 مليارديرًا في عائلة واحدة: استكشف إمبراطورية كارجيل-ماكميلان

لدى أميركا العديد من العائلات الثرية مثل عائلتي والتون وكوش لكن، هناك عائلة واحدة في أميركا والعالم تمتلك أكبر عدد من المليارديرات، إذ تضم عائلة كارجيل-ماكميلان 12 مليارديراً رغم أن اسمها نادراً ما يذكر في الأخبار، فمن أشهر مليارديرات العائلة وكيف بنَت إمبراطوريتها؟

أبرز مليارديرات عائلة كارجيل-ماكميلان

وهناك ثلاثة أشخاص بالعائلة يمتلكون ثروة تقدر بنحو 2.1 مليار دولار وهم سارة ماكميلان وأليكساندرا دايتش ولوسي سيتيتزر، بالإضافة إلى أربعة أشخاص يمتلكون ثروة تقدر بنحو 1.4 مليار دولار وهم ويليام ماكميلان ومارثا ماكميلان، وجون ماكميلان، وكارجيل ماكميلان الثالث.

كيف بدأت إمبراطورية كارجيل-ماكميلان؟

بدأ الأمر عام 1865 مع ويليام والاس كارجيل، شاب يبلغ من العمر 21 عاماً من نيويورك رأى فرصة في فوضى ما بعد الحرب الأهلية وافتتح منشأة لتخزين الحبوب في ولاية أيوا.كان ويليام يسعى للسيطرة على تجارة الحبوب من خلال السيطرة على عمليات وأماكن التخزين، وبحلول سبعينيات القرن التاسع عشر أدخل ويليام إخوته الثلاثة في هذا العمل.لم يعودوا يكتفون بتخزين الحبوب بل كانوا يشترونها مباشرةً من المزارعين المتعثرين بأسعار منخفضة، ثم يشحنونها عبر السكك الحديدية إلى المدن التي تواجه نقصاً في الحبوب لتباع هناك بأسعار مرتفعة.كانت استراتيجية ويليام عبقرية، فبينما كان المزارعون يتنافسون ويخفضون الأسعار كان هو يوحد محاصيلهم من الحبوب، وبينما كانت المدن تتنافس على الإمدادات المحدودة وترفع الأسعار كان هو يتحكم في التوزيع.وضع ويليام نفسه كوسيط في أهم تجارة في أميركا بهذا التوقيت، لكن ويليام رأى شيئاً أعظم قادماً، وفي ثمانينيات القرن التاسع عشر بدأ بشراء: مطاحن الدقيق وشركات الأعلاف ومصانع المعالجة، وبهذا لم يعد يتاجر بالحبوب فحسب، بل كان يحوّلها إلى كل ما يحتاجه الأميركيون للغذاء.وبحلول تسعينيات القرن التاسع عشر كانت كارجيل تشتري الحبوب مباشرةً من المزارعين، ثم تنقلها عبر السكك الحديدية إلى المدن، ثم تُعالجها لتصبح منتجات غذائية، وبهذا هيمنة على كل شيء تحت سقف واحد من المزرعة إلى مائدة العشاء.

نهضة العائلة بعد المؤسس ويليام كراجيل

عندما توفي ويليام عام 1909 واجهت الشركة أزمة وديون هائلة بالإضافة إلى عمليات ممتدة بشكل مفرط، وتولى صهره جون ماكميلان الأب إدارة شركة على شفا الإفلاس، واتخذ القرار الذي غيّر كل شيء “سنبقى شركة خاصة، إلى الأبد”.أمضى ماكميلان العقد الأول من القرن العشرين في إعادة الهيكلة وتحقيق الاستقرار، وبحلول عشرينيات القرن العشرين، كانت كارجيل تتوسع عالمياً، وخلال فترة الكساد الكبير وبينما فشل المنافسون اشترت كارجيل أصولهم بثمن بخس.كانت الحرب العالمية الثانية أفضل فقد أطعمت الشركة جيوشاً بأكملها، واستمرت العائلة في التوسع على مر العقود: ففي أربعينيات القرن الماضي ركزت على أعلاف الحيوانات ومعالجة فول الصويا، وفي ستينيات القرن الماضي أصبحت شركة لتجارة السلع، وفي ثمانينيات القرن الماضي اشترت مصانع لتجهيز اللحوم، ومع بداية الألفينات استحوذت على شركات أغذية عالمية.وابتكر كل جيل من العائلة طرقاً جديدة للسيطرة على جزء أكبر من السلسلة الغذائية، وبفضل بقائها في القطاع الخاص تمكنت من اتخاذ خطوات لم تستطع أي شركة عامة القيام بها مثل: استثمارات طويلة الأجل دون ضغوط ربع سنوية، وعمليات استحواذ جريئة دون موافقة المساهمين، وتوسع عالمي دون رقابة عامة، وقرارات عائلية تُتخذ في مجالس الإدارة، لا في عناوين الصحف.

إمبراطورية كارجيل-ماكميلان اليوم

واليوم تسيطر كارجيل على قطاع الأغذية في العالم أكثر مما يعتقد كثيرون، فالبيضة في ماكدونالدز توردها كارجيل، ولحم البقر ولحم الخنزير والديك الرومي في أميركا توردها وتذبحها كارجيل، والشوكولاتة والملح والزيت كلها منتجات تمر بعمليات التكرير الخاصة بكارجيل، فالشركة موجودة في كل ما تستهلكه.وتمتلك كرجيل 155 ألف موظف في العالم وتدير عمليات في 70 دولة وتسيطر على 22% من إنتاج لحوم البقر في الولايات المتحدة، ومع 3 شركات أخرى تسيطر كارجيل على 70 إلى 90% من تجارة الحبوب العالمية.ومع ذلك لا يستطيع معظم الناس تسمية فرد واحد من العائلة، وتقسم العائلة إلى فرعين كارجيلز وماكميلانز، 88% من الشركة يمتلكها نحو 90 فرداً من فرعي العائلة، ولدى العائلة 12 مليارديراً أي أكثر من أي عائلة أخرى على وجه الأرض، ونجحت العائلة في بناء إمبراطورية خفية متحكمين في ضروريات الحياة مع تجنب لفت الانتباه.