خبراء: التغير المناخي وراء الفيضانات القاتلة في الهند نتيجة انهيار الجليد

رجح خبراء أن موجة مميتة من المياه الموحلة، التي اجتاحت بلدة هندية في جبال الهيمالايا هذا الأسبوع، ناجمة عن ذوبان سريع لنهر جليدي تفاقم بسبب الآثار المتزايدة لتغير المناخ.
وأفاد مسؤولون حكوميون بعد الكارثة بوقت قصير بأن الفيضان نجم عن «هطول غزير» للأمطار.
ومع ذلك، أشار الخبراء الذين قيّموا الأضرار إلى أنه كان مجرد الشرارة الأخيرة، إذ أضاف إلى أيام من الأمطار المطولة التي أغرقت الأرض وفككتها بالفعل.قال جوشي، الخبير في مخاطر جبال الهيمالايا بجامعة جواهر لال نهرو في نيودلهي، إن سبب الفيضان، على ما يبدو، هو انهيار حطام -يُعرف باسم الركام الجليدي- كان قد سد بحيرة من المياه الذائبة من نهر جليدي متراجع.وأضاف جوشي: «بالنظر إلى هطول الأمطار المستمر خلال الأيام السابقة والتفريغ المفاجئ الملحوظ، يُشتبه في أن يكون السبب الرئيسي هو فيضان بحيرة جليدية أو انهيار بحيرة مسدودة بركام جليدي».وأضاف أن ذلك كان من شأنه أن يُسهم في «فيضان مفاجئ عالي الطاقة»، مشيراً إلى أن التضاريس الجليدية أعلى المدينة تضم «مناطق رسوبية غير مستقرة».وقد عرقل الغطاء السحابي التقاط صور الأقمار الصناعية للتحقق من المصدر الدقيق للحطام، وحذّر جوشي من عدم وجود بيانات أقمار صناعية كافية «للتأكيد النهائي».قال صافي أحسن رضوي، مستشار الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث، إنه من «المرجح» أن يكون السبب «انهياراً جليدياً».وأشار سانديب تانو ماندال، عالم الجليد في مؤسسة موبيوس بنيودلهي، إلى «احتمالية حدوث فيضان جليدي نهري»، نتيجة «تراكم كبير للمياه في البحيرة نتيجة زيادة ذوبان الجليد وهطول الأمطار».وأوضح ماندال أنه على الرغم من غزارة الأمطار التي سبقت الفيضان مباشرة، فإنها «لم تكن كبيرة» مقارنةً بكميات المياه الهائلة التي تدفقت في الوادي، وهذا يشير إلى أن المصدر بحيرة مهددة بالانهيار.وحذّر العلماء من أن الأنهار الجليدية في جبال الهيمالايا، التي توفر المياه الأساسية لنحو ملياري شخص، تذوب بوتيرة أسرع من أي وقت مضى بسبب تغير المناخ، ما يعرض المجتمعات لكوارث غير متوقعة ومكلفة.قال جوشي إن الكارثة الأخيرة «تُبرز الطبيعة المعقدة والمترابطة لمخاطر جبال الهيمالايا»، وأدى التطور السريع والبناء في اتجاه مجرى النهر إلى مضاعفة الأضرار، وأضاف جوشي: «أدت أنماط استخدام الأراضي في السهول الفيضية إلى تفاقم حدة الكارثة».(أ ف ب)