7 حالات قد تؤدي إلى خسائر مالية ضخمة للتجار الأغنياء في عصر الجمارك

7 حالات قد تؤدي إلى خسائر مالية ضخمة للتجار الأغنياء في عصر الجمارك

تنهال علينا يومياً أخبار الشركات للربع الثاني لعام 2025 ما بين النتائج الإيجابية والسلبية، بيد أن عاملاً مشتركاً وحيداً يتقاسمه الجميع، ألا وهو خفض توقعات الأرباح، والبعض بدا أكثر تشاؤماً يتحدث عن خسائر على خلفية تقويض الرسوم الجمركية الأميركية لأرباح الشركات.هذه التوقعات السلبية التي تتشارك فيها أكبر وأعتى الشركات العالمية دون استثناء، والتي تثير الكثير من المخاوف بشأن الاقتصاد العالمي وما يمكن أن يترتب عليه وينسحب أثره على الشركات الخليجية والعربية الكبرى في شتى القطاعات ستضع كبار المسؤولين الاقتصاديين وكبار صناع السوق في عالم التداول أمام اختبار صعب.

كما سيؤرق المشهد أثرياء التداول خاصة أن الرهانات ستكون غاية في الخطورة حادة في الخسائر حال خابت، عظيمة المكاسب حال أصابت.
وتقع الرسوم الجمركية في صميم هذا التحول، إذ بدت اليوم كعامل يؤثر في سلاسل التوريد، واستراتيجيات التسعير، وسلوك المستهلكين، وقرارات الاستثمار.مشهد اليوم يضيء على 7 سيناريوهات لأهم وأشهر الأصول المتداولة وهي (الدولار الأميركي، والدولار الكندي، والدولار النيوزيلندي، والجنيه الاسترليني، والفرنك السويسري، والذهب والكريبتو) يتوجب على كبار صناع السوق في عالم التداول وكبار التنفيذيين في الشركات حول العالم التفكير بها حول مستقبل أكثر العملات العالمية تداولاً وأكثر العملات المشفرة انتشاراً، وكيف يمكن أن يتأثر كل منها بتقويض توقعات أرباح الشركات، فإلى شيء من التفصيل: –7 سيناريوهات لأهم وأشهر الأصول المتداولة:1- الدولار الأميركي (USD)الكبار يخشون أن يمثل الضغط على الدولار في المدى القصير وتراجع توقعات الأرباح وارتفاع الرسوم الجمركية ضعفاً في شهية المخاطرة العالمية، فالدولار قد يتعرض لضغوط بيعية أكثر حيث وصل اليوم لأدنى مستوياته منذ فبراير 2022، وإذا ارتفعت المخاوف بشأن الركود العالمي وانخفضت الفائدة الحقيقية فالضغوط ستكون أكبر.وإذا رأى المستثمرون أن السياسات الجمركية تقوض النمو الأميركي، فإن الدولار يفقد بعضاً من جاذبيته كعملة احتياط وتزداد الضغوط أكثر وأكثر.ولكن، فالدولار قد يرتفع بوصفه «ملاذاً آمناً»، ففي أوقات عدم اليقين، يتدفق المستثمرون إلى الدولار كملاذ آمن، ما قد يعوض جزئياً أثر ضعف الأرباح، خاصة إذا تفاقمت الحروب التجارية بين القوى الكبرى، وهنا قد يتذبذب الدولار بين ضعف مرتبط بالنمو والربحية وقوة مدفوعة بالطلب عليه كملاذ.جيروم باول والذين معهكما أن الكبار يخشون من تاثر سياسات الفيدرالي تتأثر سلباً، فتراجع أرباح الشركات وضعف الاستثمارات نتيجة الرسوم الجمركية يعززان الحجة لخفض أسعار الفائدة أو على الأقل الإبقاء عليها دون تغيير.وبوصف التضخم الناتج عن الرسوم (تضخم مستورد) قد يعقّد مهمة الفيدرالي إذا تزامن مع ركود في الأرباح، ما يؤدي إلى ما يسمى بـ «Stagflation»، وهنا سيكون الفيدرالي في موقف صعب بين مكافحة التضخم الجمركي ودعم الاقتصاد الضعيف.2- انهيار وانفجار الذهب في ظل تصاعد الرسوم الجمركية والحروب التجارية، يبرز الذهب كأحد أكبر المستفيدين من هذه البيئة الاقتصادية المضطربة، فهو يستفيد من عدم اليقين الاقتصادي الذي تخلقه التوترات التجارية، كما أن تراجع الدولار إن حدث يعزز من جاذبيته كأصل بديل، وهنا سيجد الكبار أن تراجع الفائدة الحقيقية نتيجة ضعف النمو الاقتصادي وقرارات التيسير النقدي يدفعهم للبحث عن ملاذات آمنة مثل الذهب.وتؤدي الرسوم الجمركية إلى مزيج من التضخم وتباطؤ النمو، وهي بيئة مثالية لصعود أسعار الذهب، ما يجعل منه رهاناً مفضلاً في أوقات ضعف الأرباح وتصاعد التوترات الاقتصادية، لكن ما يخشاه الكبار تقدم محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا والتوصل لوقف فعلي للحرب، وهو أسوأ سيناريو يمكن أن يبدد ثروات الكبار من المستثمرين في الذهب، إذ سننشهد ساعتها انهياراً غير مسبوق.3- العملات المشفرةارتفاع الاهتمام في بيئة عدم اليقين، فمع تراجع الثقة في النظام المالي التقليدي واحتدام الحروب التجارية، قد تتزايد التدفقات إلى العملات المشفرة كـ«أصول لامركزية»، خاصةً بيتكوين (Bitcoin) قد تُعتبر «ذهباً مشفراً» في بيئة ضبابية.لكن، لا تزال العملات المشفرة مرتبطة بالمخاطرة، وهو السيناريو الذي يخشاه الكبار من حائزي البيتكوين، فتراجع توقعات الأرباح يمكن أن يُقلل شهية المستثمرين للمخاطرة، ما يضغط على الكريبتو على المدى القصير، فعملات الكريبتو قد تتأثر بشكل مزدوج من ضغط من خروج السيولة ودعم من تحول النظام التجاري العالمي.4- الجنيه الإسترليني قد يتأثر الإسترليني سلبياً في سيناريوهات الحروب التجارية، فالمملكة المتحدة اقتصاد مفتوح على التجارة الدولية، وأي اضطرابات في سلاسل التوريد تؤثر سلباً على أرباح الشركات البريطانية، وهو سيناريو مرعب للكبار.كما أن تراجع أرباح الشركات العالمية ينعكس أيضاً على الشركات البريطانية المندمجة في هذه السلاسل، ولكن يمكن أن للكبار اللعب على السيناريو الثاني وهو أن يستفيد الإسترليني من ضعف الدولار، وهنا فحال شهد الدولار تراجعاً عاماً فقد يستفيد الإسترليني نسبياً، لذا قد نجد الإسترليني ضعيف في بيئة الرسوم الجمركية نظراً لاعتماده على التجارة، إلا إذا ضعف الدولار بشدة.5- الفرنك السويسري ملاذ آمن تقليدي، مع تصاعد عدم اليقين، يرتفع الطلب على الفرنك بوصفه عملة مستقرة، والبنك المركزي السويسري قد يتدخل لكبح جماح الفرنك، لكنه سيظل ضمن العملات المستفيدة من اضطرابات التجارة، لذا سنجد أن الفرنك السويسري يرتفع عادة مع تصاعد الحروب التجارية وتراجع توقعات الأرباح العالمية، وهنا سيناريو مثالي فيما قد يخشى الكبار أن تكون محفزات الملاذات الآمنة كالذهب أكثر فتقل شهية المخاطرة على الفرنك السويسري وعلى حيازة النقد بشكل عام.6- الدولار الكنديعرضة للخسارة، وهو سيناريو يخشاه الكبار خاصة أن كندا تعتمد على التجارة مع الولايات المتحدة والصين، وتأثرت سلباً في السابق من الرسوم الجمركية على المعادن والسيارات.وعند الحديث عن تراجع توقعات الأرباح وضعف أسعار السلع (نتيجة انخفاض الطلب العالمي)، فإن ذلك يؤثر سلباً على الكندي، وهنا نجد أن الدولار الكندي من بين العملات الأكثر تضرراً من تصاعد الرسوم وتراجع النمو العالمي.7- الدولار النيوزيلندي من العملات الحساسة للمخاطر، وهو سيناريو يخشاه الكبار خاصة وأن نيوزيلندا تعتمد بشكل كبير على صادراتها إلى الصين، وهنا سنجد أن الرسوم الجمركية والحروب التجارية تقلل الطلب على الصادرات النيوزيلندية، وهو أسوأ سيناريو يخشاه الكبار، ما يضعف العملة، وهنا نجد أن طبيعة الدولار النيوزيلندي، كعملة ذات حساسية عالية للتجارة العالمية، عادة ما تتراجع عند تصاعد التوترات التجارية.