هيروشيما بعد ثماني عقود: ذكرى القنبلة النووية تنداء للعالم

مرت ثمانون عاماً على أول قصف نووي في تاريخ البشرية، ومع كل ذكرى جديدة تعود هيروشيما لتصرخ بألمها أمام العالم، وتدعو للسلام ونزع السلاح النووي، وسط مخاوف متزايدة من عودة سباق التسلح النووي الذي يهدد مستقبل الأجيال القادمة.
قنبلة أنهت حرباً وبدأت رعباً جديداً
تبع القصف الذي استهدف مدينة هيروشيما، التي كانت حينها مقراً عسكرياً ومركزاً لوجستياً في الحرب العالمية الثانية، قنبلة جديدة على مدينة ناغازاكي بعد ثلاثة أيام، أدت إلى مقتل أكثر من 74 ألف شخص، ومهدت لاستسلام اليابان في 15 أغسطس 1945.
حتى لا يعيد التاريخ نفسه
وجه رئيس بلدية هيروشيما، كازومي ماتسوي، تحذيراً حادّ اللهجة لقادة العالم، قائلاً في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الفرنسية «تسعون في المئة من الرؤوس النووية في العالم اليوم تمتلكها الولايات المتحدة وروسيا، ومع الحرب في أوكرانيا وتوترات الشرق الأوسط، نشهد اتجاهاً متسارعاً لتعزيز الترسانات العسكرية، هذا يهدد بتقويض كل ما تم بناؤه من أجل السلام».ودعا ماتسوي قادة العالم إلى زيارة هيروشيما ومشاهدة آثار القصف بأنفسهم، مشدداً على أن «الاعتقاد بأن السلاح النووي ضرورة للأمن القومي يُعيد العالم إلى حافة الهاوية».ولا يزال يحمل الناجون، أو «هيباكوشا» كما يُعرفون، رسالة السلام في وجوههم وتجاعيدهم، لكن عددهم ينخفض كل عام، وقد بلغ في مارس آذار الماضي 99130 شخصاً فقط، بمتوسط أعمار 86 عاماً.
حضور دولي واسع.. وغياب لافت
شهدت الذكرى حضوراً لافتاً لـ120 دولة ومنطقة، بينها الولايات المتحدة، بينما غابت دول نووية كبرى مثل روسيا والصين وباكستان. وحضر كل من فلسطين وتايوان لأول مرة، رغم عدم الاعتراف الرسمي من اليابان بهما، وهو ما يعكس محاولة هيروشيما توسيع رسالتها إلى جميع شعوب العالم.ورغم أن اليابان ليست موقعة على معاهدة حظر الأسلحة النووية، فإن رئيس وزرائها شينجي إيشيبا شدد في كلمته أن اليابان، بصفتها الدولة الوحيدة التي عانت من القصف النووي، تتحمل مسؤولية قيادة الجهود الدولية من أجل مستقبل بلا أسلحة ذرية.وفي رسالة مؤثرة، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، «أنتم لم تعيدوا بناء مدينة فحسب، بل أحييتم حلم العالم بالسلام، دروسكم لن تُنسى».