«أرامكو» السعودية: هل نركز على السهم أم على إدارة سوق النفط العالمي من حيث الطلب، العرض، المخزون والاستكشاف؟

«أرامكو» السعودية: هل نركز على السهم أم على إدارة سوق النفط العالمي من حيث الطلب، العرض، المخزون والاستكشاف؟

يبدي سهم شركة أرامكو النفطية السعودية أداءً عرضياً على مقربة من أدنى مستويات السهم التاريخية البالغة 22.32 ريال، ولم يعرف السهم سوى الهبوط المتتالي منذ تسجيله أعلى قمة تاريخياً عند 39.41 ريال، واليوم الأربعاء 6 أغسطس 2025 يحوم سعر السهم حول مستوى 24 ريالاً و20 هللة، أي على بُعد ريالين فقط من قاعه التاريخي.ويتساءل جمهور المتداولين حول مصير السهم بعد إعلان الشركة نتائجها أمس الثلاثاء، حيث سجّلت تراجعاً في صافي أرباح الربع الثاني من عام 2025 بلغ 22% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، فيما بلغ صافي الربح نحو 85.02 مليار ريال مقابل 109.01 مليار ريال خلال الربع الثاني من 2024، كما بلغت إيرادات أرامكو في الربع الثاني 378.83 مليار ريال، مقارنة بـ 425.71 مليار ريال للفترة ذاتها من 2024.نضيء اليوم سريعاً على هذا المفهوم إدارة الشركة وإدارة السهم، فإلى شيء من التفصيل:
يبدو بوضوح أن شركة أرامكو السعودية تعني بالكثير من العمليات المعقدة الشاملة التي تتجاوز مراقبة شاشة التداول.فنتائج أرامكو وإن بدت متراجعة فتعود إلى هبوط أسعار النفط الخام والمنتجات المكررة والكيميائية، خاصة وأن الشركة تسجّل ارتفاعاً في كميات النفط الخام المتداولة مقارنة بالعام الماضي.

مؤثرات نمطية – التقلبات في أسعار النفط عالمياً، والتي قد تؤثر نفسياً في المستثمرين حتى وإن كانت الشركة تتمتّع بهوامش ربحية عالية.- تحركات السيولة في السوق السعودي، التي قد تتجه مؤقتاً نحو قطاعات أخرى أو اكتتابات جديدة.- عوامل الاقتصاد الكلي مثل أسعار الفائدة أو التوترات الجيوسياسية التي تؤثر في شهية المستثمرين دون أن تعكس أساسيات الشركة.سهم أرامكو يُعد من الأصول الدفاعية طويلة الأجل، يعتمد عليه المستثمرون الكبار والمؤسسات والصناديق السيادية نظراً لقوة مركز الشركة المالي، وتوزيعات الأرباح المنتظمة، ونموذج الأعمال المستقر، وبالتالي فإن أي تذبذب سعري قصير الأجل هو جزء من طبيعة السوق ولا يُعد حكماً على جودة الإدارة أو مستقبل الشركة.دفترياً فإن إدارة شركة أرامكو السعودية تتجاوز مجرد إدارة سهم في سوق الأوراق المالية، فبصفتها إحدى أكبر شركات الطاقة والكيماويات المتكاملة في العالم، فإن إدارتها تتولى مسؤولية هائلة تتمثل في قيادة كيان عملاق يمتلك أصولاً ضخمة، ويشرف على عمليات معقدة ومتشعبة على مستوى عالمي، فلا يمكن اختزال دور الإدارة في مراقبة سعر السهم، بل هو يمتد ليشمل أبعاداً استراتيجية وتشغيلية طويلة الأجل تضمن استمرارية الشركة ونموها.إدارة أصول وتوسعاتتتركز الإدارة العليا في أرامكو على صياغة وتنفيذ استراتيجيات طويلة الأجل تهدف إلى تعظيم قيمة الشركة. هذا يتطلب إدارة محفظة أصول ضخمة تشمل حقول النفط والغاز، ومصافي التكرير، ومصانع البتروكيماويات، وشبكات التوزيع. كما تتضمن الإدارة مسؤولية اتخاذ قرارات استثمارية ضخمة تتعلق بالتوسعات في المشاريع القائمة، والدخول في مشاريع جديدة، وعقد شراكات استراتيجية لتعزيز مكانة الشركة في الأسواق العالمية.إدارة مخزونات واستكشافتعتبر إدارة المخزونات النفطية والغازية من أهم المهام التي تقع على عاتق إدارة أرامكو، فهي لا تقتصر على مجرد مراقبة الكميات المتاحة، بل تتطلب تخطيطاً دقيقاً لضمان استمرارية الإمدادات لتلبية الطلب العالمي. يتضمن ذلك أيضاً استمرار جهود الاستكشاف لاكتشاف حقول نفطية وغازية جديدة، واستخدام أحدث التقنيات لتقييم الاحتياطيات وتحديد أفضل طرق استخراجها.إدارة تطوير التكرير والتشغيل والتقنياتتولي إدارة أرامكو اهتماماً كبيراً لتطوير عملياتها التشغيلية وتحديثها، ويشمل ذلك الاستثمار في أحدث تقنيات التكرير لتحويل النفط الخام إلى منتجات ذات قيمة مضافة مثل البنزين والديزل ووقود الطائرات. كما تهتم الإدارة بتحسين كفاءة العمليات التشغيلية في جميع مراحل سلسلة القيمة، من الإنتاج والاستخراج إلى النقل والتوزيع، وتلعب التقنيات الحديثة دوراً حاسماً في تحقيق هذه الأهداف، حيث تستثمر أرامكو في البحث والتطوير لتطوير حلول تكنولوجية مبتكرة تعزز الإنتاجية وتقلل التكاليف.الاستدامة والمسؤولية الاجتماعيةتتجاوز إدارة أرامكو مسؤولياتها الاقتصادية لتشمل الجوانب البيئية والاجتماعية. ففي ظل التحديات العالمية المتعلقة بتغير المناخ، تعمل الشركة على تعزيز استدامة عملياتها من خلال خفض الانبعاثات الكربونية، وتطوير حلول الطاقة المتجددة، والاستثمار في تقنيات احتجاز الكربون وتخزينه. كما تلتزم الشركة بمسؤوليتها الاجتماعية من خلال دعم المجتمعات المحلية، وتوفير فرص العمل، والمساهمة في التنمية الاقتصادية للمملكة العربية السعودية.